لا أو نعم كيف تكون أو لا تكون عبئا!
12-30-2011 07:38
أشياء كثيرة نقوم بها لا لزوم لها، لكنها تشكل علينا المزيد من الضغوط التي تجعلنا نعيش الحياة دون طعم وسعادة.
نجامل كثيرا ولا نستطيع أن نقول (لا) للآخرين عندما يطلبون ما لا نستطيع تحقيقه, خشية أن نفقد علاقتهم بنا أو أن تهتز صورتنا الاجتماعية التي نحاول أن نجملها دائما أمامهم, وتكون النتيجة الخوف من مواجهتهم والهروب منهم ولا نرد على مكالماتهم، لأننا قلنا لهم (نعم) وما كنا "قدها"، ولم نضع لأنفسنا على الأقل خط رجعة.
الناس تعودوا على ألا نقول لهم (لا) وحتى تطبعهم بطبعك الجديد وتستطيع أن تقول لهم (لا) ستتهم بالأنانية والتكبر وعدم المساعدة وألوان كثيرة من الصفات قد تصل إلى مرحلة العدوان على شخصك وإمكانياتك وطموحاتك، ويقولون عنك "إنسان ما فيه خير أو ما يخدم ربعه، وممكن سارق شهاداته، وما وصل إلى ما وصل له إلا بالواسطة وأكيد عنده ظهر".
هذه التفاعلات بيننا وبين الآخرين هي إحدى المؤثرات والمثيرات الكبيرة في حياتنا والتي تقودنا للإجهاد النفسي والجسدي وتجعلنا أكثر قلقا واكتئابا ومرضا كونها منظومة متصلة ببعضها فمن النادر عندما تحدث شخصا عن شخص آخر لأنه لم يقل له (نعم) أو بمعنى أشمل يخدمه أن نجد من يرد عليه ويقول هذا من حقه أو الشخص غير مجبر على خدمتك, أو يا أخي احترم نفسك عندما تتكلم عن الآخرين, بل نجد أن الآخرين يتقبلونها ويزيدون عليها وتصبح سواليف ممتعة تبرد قلوبهم وتنفس عن الحسد والأحقاد الممتلئة بها قلوبهم, وبالتالي يتغذون تغذية فكرية سالبة تكون هي المحتوى المعرفي لأفكارهم وسلوكياتهم, وتصبح جزءا من حياتهم بفعل العادة ولن يستطيع أي إنسان أن يتخلص منها إلا إذا انفصم مكانيا وزمانيا وأعاد هيكلة فكره وشخصيته بطريقته, والذين جربوا التفاعل مع مجتمعات أخرى كالابتعاث أو غير ذلك, ومارسوا كيف تكون (نعم و لا) .. عندما عادوا أصبحوا يرون أن هناك مساحة كبيرة بين أفكارهم وأفكار الناس الذين تركوهم هنا والذين ما زالوا يحكون عن الناس من اليوم الذي تركوهم فيه إلى أن عادوا دون تغير.
وفي ضوء ذلك فإن ما نعانيه من توترات جاء أغلبها من كوننا نمارس على المستوى الفكري والسلوكي أشياء لا لزوم لها وغير ملزمين بها, وإذا وضعنا لها حدا فلن ننال إلا السعادة والتخفيف من التوتر وسيتكيف الآخرون معنا مع الوقت دون محاولات التبرير والوقوف في موقف المدافع.
من الأشياء التي لا لزوم لها أننا نريد أن نحقق كل شيء في وقت واحد لمجموعة كبيرة من الأهداف غير الواضحة في سنة واحدة, وأخيرا لا نحقق منها شيئا ونخرج من السنة كيوم دخلنا فيها.
www.aleqt.com/2010/12/20/article_480675.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|