المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
لا تكن مشدوداً لأفكار الماضي
لا تكن مشدوداً لأفكار الماضي
12-30-2011 07:40



من الأمور التي تجرنا للماضي وتجعلنا أسيري أفكار وسلوكيات تعود بالضرر على علاقاتنا وعلى ذواتنا، أننا دائما نكون أسيري أفكار وعبارات تحول دون تكيفنا النفسي مثل "هذا هو أنا"، "أنا دائما كذلك"، "أنا لا أستطيع أن أغير شيئا من ذلك"، "هذه طبيعتي"، "أنا مستحيل أتغير"، وغيرها من العبارات التي يطلق عليها فبدار العلاج السلوكي المعرفي بأنها عبارات غير عقلانية وأنها تقود الإنسان إلى العديد من المشكلات النفسية.
المهم هنا كيف نتخلص منها وتعود لنا صحتنا النفسية أكثر تكيفا وتوافقا؟
لقد أكد أولئك الخبراء أن الحل هو في التدريب على مجموعة من الأفكار والعبارات على النحو التالي:
* حتى الآن اخترت أن أتصرف بهذه الطريقة.
* لقد تعودت على وصف نفسي بهذه الطريقة.
ونرى هنا أن العملية تتجه من التشدد في عدم التغيير إلى المرونة والبدائل في الحلول مهما كانت، إلى جانب الاستمرارية في التغيير والتطور.
الإنسان بحاجة ماسة للخروج من هذه الدوامة بأن يقنع نفسه بأنه إنسان يتمتع بالقابلية للتعلم والتكيف طوال حياته، فكل الأفكار والصفات والسلوكيات أشياء متعلمة وباستطاعته تعلم أي بديل لها.
من ناحية أخرى، يفضل على أي شخص يريد أن يخرج من الحلقات التناورية مع نفسه والآخرين أن يكون واعيا ومستبصرا بما يفكر أو يتحدث عنه من مبررات، فعلى سبيل المثال، يفضل أن يتخلص من جعل البيئة المحيطة به مبررا للأفكار غير العقلانية وأنه أسير لها، فالتبرير عملية دفاعية لا شعورية.
كذلك نجد أناسا عندما تريد أن تحاورهم أو تثنيهم عن أمر ما وتجعلهم أكثر مرونة وتفاعلا مع متغيرات الحياة يكون ردهم بوصف أنفسهم بصفات يدعون أنها مبدأ من مبادئهم الحياتية، وأن عليهم ألا يفكروا مجرد التفكير في التنازل عنها أو الحوار حولها، وخاصة المبادئ التي لا علاقة لها بالقيم، وهذا يتنافى مع طبيعة السلوك البشري القابل للتعديل والتغيير، وعندما أيضا يحاول بعض الأشخاص تصنيف أنفسهم بتصنيفات فكرية أو سلوكية، فهذه عملية فكرية لا عقلانية تجعل الإنسان رهينة لها، وعندما يمر عليه الزمن ويريد أن يتخلص منها فإن تكوين الشخصية يلعب دورا في صعوبة التخلص منها ولا سيما أنها قد تحدث كثيرا من المشكلات السلوكية التي تعيق توافق الإنسان وتكيفه.
وأخيرا، فإن على الشخص اختيار أفضل الأفكار التي تتميز بالعقلانية والواقعية ليصف نفسه بها.

www.aleqt.com/2009/04/27/article_221690.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 331


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (16 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.