المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
لا يوجد في البلد إلا هذا الولد
لا يوجد في البلد إلا هذا الولد
12-30-2011 07:41




مما قد يرهق أداء القطاع العام في الدول وجود فئة كبيرة من الموظفين أو القياديين الذين يعيشون ويترقون ولكن ليس من مجهودهم بل من مجهود وعرق وعلى أكتاف الآخرين ونجدهم في مواقع ومناصب ومواقف لا تتناسب وقدراتهم وسيرهم الذاتية ونستغرب كيف صعد هؤلاء ؟ وعلى حساب من؟ ومن هم ضحاياهم؟
أعتقد أن من واجبنا كاختصاصين في السلوك البشري أن نقدم للناس تشخيصا لتلك الشخصيات وكيف من خلال سمات وأنماط شخصياتهم يستغلون الآخرين فمبدأ المعادلة لا يقوم على المنافسة الأخلاقية وليست في صالح الكفاءات وكأن البلد لا يوجد فيها إلا هذا الولد مما يؤدي إلى استثمار عكسي وهدر في القوى البشرية المؤهلة علمياً وعملياً ونفسياً ، وقد ساعد نمو أولئك المتسلقين عدم وجود أنظمة وظيفية تقيس قدرات وإنتاجية الناس إلى جانب عدم وجود أجهزة في الدولة لمتابعة أداء الناس من الناحية النوعية والكمية ولا توجد معايير لقياس القدرات والمهارات والجوانب المعرفية والسلوكية إلى جانب غياب الأهداف الإدارية والإنتاجية بقدر ما هناك أجهزة رقابة تركز على الحضور والغياب والتجاوزات المالية والتجاوزات الإدارية ذات العلاقة بالجوانب المالية. المهم نعود للصفات التي على ضوئها يمكن تشخيص السمات الرئيسية لتلك الشخصيات هم :
شخصيات سلبية غير توكيدية لا تستطيع أن تقول "لا" للآخرين خوفاً من فقدان علاقتهم بهم.
شخصيات سلبية وعدوانية يظهرون ما لا يبطنون فيبتسم أحدهم في وجهك ويطعنك في الظهر بالشائعات والقيل والقال.
يختارون القياديين الضعفاء لاستغلالهم فدائماً تجدهم في مكاتبهم ويرافقونهم في كل مكان حتى في بيوتهم.
يتكلمون كثيراً عن الآخرين وأخطائهم لإخفاء أخطاءهم وضعف إنتاجهم وقدراتهم.
يُنظرون كثيراً وعندما يأتي التطبيق لا يستطيعون فعل أي شيء ويستخدمون الآخرين للتنفيذ.
عباراتهم الإدارية "إكمال اللازم ، حسب النظام .. الخ " من العبارات العائمة التي يتهربون بها من المسؤولية واتخاذ القرار.
لا يتحملون مسؤولية اتخاذ أي قرار وإدارتهم للأمور عشوائية ومترددة وغير واضحة ومشتتة وكثيراً ما يقعوا في أخطاء إدارية تقليدية.
يصمتون دهراً ويظهرون فجأة بأفكار ليست من أفكارهم ومبادئهم لكسب أسهم معينة لدى المجتمع أو لدى أولياء الأمر وغالباً ما تموت تلك الأفكار في مهدها.
علاقتهم الأسرية فاشلة واجتماعياً أكثر نجاحاً وعادة ما ينغمسون في العادات السيئة. يتمتعون بالشك والغيرة وسوء الظن وحب التجسس.
تبدو عليهم علامات القلق والخوف وفي المواقف يحاولون أن يخفوا تلك الأعراض لتصبح أعراضا داخلية.
سيرتهم الذاتية عبارة عن شهادات شكر وقصاصات صحافية ويفتقرون لسير ذاتية موضوعية وذات مضمون فكري.
عندما تحدث أحدهم تجده غير منصت ويدخل في أكثر من موضوع في وقت واحد ولديهم ضعف في التذكر.
طموحاتهم الأكاديمية محدودة وغالباً ما يقفون عند مرحلة واحدة من أجل الشهادة.


www.aleqt.com/2006/09/30/article_6560.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 323


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (16 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.