لماذا التخطيط وهو غائب؟
12-30-2011 07:49
أعتقد أن هنالك مكاسب وراء من لا يريدون أن يعلموا وهم يعلمون ومهما كانت تلك المكاسب سواء أساسية أو ثانوية فهي المحرك للبيروقراطية الإدارية وهي التي وراء الفساد الإداري في البلد وتطفيش الكفاءات وإحباط المواطن الصالح من أن يمارس وطنيته، وربما تكون الإدارات المعنية بالتخطيط في الوزارات والمؤسسات الحكومية أي ما نسميها " إدارات النفي " النموذج الحي المتضرر من تلك المكاسب، فالكثير من أصحاب القرار وغيرهم لا يريدون الخطط والأهداف الواضحة ويريدون أن تكون الأمور غير واضحة وتدار بأفكار أحادية وعلى مزاجهم ولا يريدون الأمور المكتوبة والاستراتيجية ويريدون إدارات الأزمات والعناية المركزة، وأن تكون المؤسسة في حالة من العمل الإداري الطارئ والصراع ونمو التكتلات والولاءات ولا يريدون أن يفكروا إلا في ما يفعلونه بأنفسهم وبشكل آني ما داموا على كرسي السلطة ، يحاولون الإكثار من اللجان فتصبح الإدارة إدارة لجان، واللجان إما أن تميت الأمور أو تستخدم للحماية ولا تنمو اللجان الآن في مؤسسة تفتقر إلى المعايير والخطط والأهداف والعمل الواضح .
وفي ظل تغييب التخطيط وتهميشه المقصود تنمو تلك الشخصيات ويصبح لها شأن ، وهم كسحابة الصيف يأتي الواحد تلو الآخر ومعه أدوات الكسب والقفز على أكتاف الآخرين، وكل واحد منهم يريد أن يقيم المشروع أو الدراسة الفلانية أو إحداث التغيير وإعادة الهيكلة على كيفه وفي وقت وجيز وبطريقته وأفكاره الخاصة وتنهال التعاميم والقرارات على الناس وعليهم أن ينفذوا ما في رأسه وإلا أصبحوا من ألد الخصوم .
أنا متأكد أن ما يزيد على 90 في المائة من المسؤولين لم يفتحوا كتيب خطة التنمية الثامنة ولا حتى الخطط الإستراتيجية والتنموية لوزارتهم أو المؤسسة التي يعمل بها ولا يعلم ما يدور حوله وما يستجد من خطط فكيف إذاً ستنفذ الخطط ؟ والدليل الأخطاء الفادحة في البنية التحتية والتي جعلتنا في حالة بائسة من الترقيع والترميم وكثرة المجاملات للمخططين الجدد الذين ينامون ويصحون بخطة جديدة .
أعتقد أن على الدولة أن تقف موقفا حازم من إدارات التخطيط وتشكل جهازاً للرقابة على تلك الخطط ومدى الالتزام بها وألا يتم إجراء أي تعديل أو إضافة إلا بعد الرجوع إلى أعلى جهاز تخطيطي سواء في الوزارات أو إلى وزارة التخطيط، وإلا يفضل إلغاء إدارات التخطيط وجمع الخطط في أقرب أرشيف من أجل فك خيوط اللعبة التناورية لما يسمى بالتخطيط .
www.aleqt.com/2006/07/01/article_5691.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|