لماذا نخسر إذاً؟!!!
12-30-2011 07:53
نتكلم عن التعليم العالي وهو ما يمكن أن يصنف من التعليم الجامعي المتوسط إلى الدكتوراه وإذا تحدثنا عنه وجعت قلوبنا وأصابنا الإحباط ونقول يا ليتنا ما جبنا سيرته.
ويحرك الأوجاع أستاذنا تركي السديري على مناقشة مجلس الشورى للتقرير الدولي عن مستوى الجامعات السعودية وترتيبها بين دول العالم لتكون في المرتبة "2998" من أصل "3000" جامعة عالمية ونندهش ونتساءل ونتعب وندرك أننا نخسر ونحن دولة غنية، حكامها يدعمون كل تطور وجديد، ويسروا المال لبعث الآلاف من المواطنين للدراسة في أفضل الجامعات العالمية من أجل استقطاب التقنية والعلم وليس الشهادات وهم الآن من يقود المؤسسات الأكاديمية ونتساءل لماذا لا ينتجون ويوظفون تلك المعارف والخبرات لصالح تلك المؤسسات الأكاديمية كما كان متوقعا؟. إذاً لماذا نخسر ونعود للوراء؟ هل أصبحت الجامعات مدارس ثانوية متطورة؟ وأصبح أستاذ الجامعة مشغولا بأمور روتينية على حساب علمه والمستوى الأكاديمي الذي يعمل به! هل تحول الأستاذ الجامعي إلى شخص مشغول بتحسين دخله وجمع الأبحاث من أجل الترقيات بدلاً من أن تصبح حلولا للواقع؟ وأين تذهب تلك الأبحاث؟ هل تحولت الجامعة إلى مؤسسة إدارية بيروقراطية مثلها مثل أغلب وزاراتنا الخاسرة والطاردة والمُصنفة للكوادر والكفاءات؟ هل أصبحت الجامعات والكليات عبارة عن تكتل يقوده مجموعة من الأفراد والمنتفعين؟
نعود ونسأل لماذا نخسر؟!!!!
ألا تعتقدون أن الخسارة منطقية في ظل وزارة تعليم عال ما زالت ترفض كل جديد وتصنف الناس أكاديميا بمعايير عفا عليها الدهر وانحصر أغلب دورها في هذه الجامعة معترف بها وتلك غير معترف بها، وهذه الطريقة في التعليم معترف بها وتلك غير معترف بها، واتعبوا أنفسهم والناس بهذه التصنيفات ونسوا أنهم من تعلم في تلك الجامعات وأن الناس في العالم الآخر تجاوزوهم عن طريق التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد والجامعات المفتوحة وانشغلت وزارة التعليم العالي بجمع الكليات والجامعات تحت إشرافها بمساندة الإصلاح الإداري وهي تعاني من الضعف في الإشراف والإدارة بالرغم من استحسان فكرة الضم وإمكانية نجاحها ولكن ليس بهذا الفكر.
ألا تعتقدون أننا لم نخسر من فراغ ونحن نرى الوزارات الخدمية تريد أن تكون أكاديمية وتفتح المزيد من الكليات وتشتت الجهود والأموال بدون تنسيق وهدف واضح وأصبحت الجامعات والكليات تتسابق في جمع الأموال ومنافسة رجال الأعمال في التعليم بأجر وعن طريق التعليم المتوازي وبدون معايير أكاديمية واضحة فكيف نريد أن تكون درجات تقييمنا عالمياً في ظل مثل تلك التخبطات والآراء الشخصية وفقدان وضعف المعايير؟!!
نحن في أمس الحاجة لوزارة للتطوير الإداري وتنمية الموارد البشرية للم الشتات وتوحيد الرؤى والرسائل والتنسيق والتنمية في الإنسان قبل البناء وعدم ترك كل شخص أو وزارة يخططون على كيفهم، بالإضافة إلى التأكيد على الاعتراف بأننا نخسر في جامعاتنا وفي وزاراتنا وأن تلك الخسارة والأخطاء من أفعالنا ونتيجة التعنت والمصالح الشخصية والخوف من ضياع المناصب عندما نسمع بإعادة الهيكلة والتصحيح والإصلاح، وسنجد لا محالة أن سياسة خادم الحرمين الاقتصادية وما يتبعها من إصلاحات ستتجاوز تلك البيروقراطية والمصالح من خلال الواقع الملموس وسيصبح التغيير أشبه بالعملية الجراحية، وإذا لم نصحح عاجلاً معتقدات البعض تجاه التعليم العالي والتنمية الشاملة سنخسر المزيد.
www.aleqt.com/2006/11/18/article_7033.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|