لنمنح المتطوعين الفرصة والمكافآت والأوسمة
12-30-2011 08:07
عندما يمنح الإنسان نفسه ووقته بكامل إرادته لأي نوع من أنواع الخدمة فهذا هو التطوع، وهو يمثل المسؤولية والدور والالتزام وحب الآخرين الذي تتمتع بها شخصية المتطوع.
في العالم، وعلى وجه الخصوص المتقدم منه، يعتبر التطوع من خلال جمعيات المجتمع المدني غير الربحية من العناصر المهمة في التنمية والمساهمة في خدمة المجتمع وأهم عناصر تحسين نوعية الحياة والأمنيات الواقعية والعملية لتكون الأرض مكانا أفضل للحياة. وفي المملكة هناك فئات عمرية مختلفة تبحث عن القنوات والسبل والمؤسسات الدائمة والمستمرة التي لديها برامج وخطط طوال العام في جميع المجالات الخدمية لكي ينضموا إليها كمتطوعين.
المتطوع عندما يمنح من وقته وطاقته وخبراته بل وأمواله هو لا ينتظر المقابل المادي بقدر ما يحتاج إلى الشعور أن عمله لاقى صدى وتقديرا ويأتي هذا من خلال المكافأة الرمزية لدوره النافع في المجتمع كمنحه وسام شرف لما يتمتع به من ذكاء عاطفي وتضحية وبذل من أجل إسعاد الآخرين والعمل على راحتهم.
هذه الفئة (المتطوعون) تحصل على مكافأتشها من خلال الرضا عن النفس وتقدير الذات والأجر والثواب من الله، والإيثار والتغلب على الأنانية والتمركز حول الذات إلا أنهم يحتاجون أيضا إلى رعاية واهتمام وتقدير للدور الذي يقدمونه.
إذا أردنا تقدير هذا العمل وهذه الفئة، فيجب أن نقوم بعمل نقلة نوعية في العمل الاجتماعي والوطني التطوعي تستهدف التحول من السلبية إلى الإيجابية، ومن اللامسؤولية إلى المسؤولية، ومن الاستهتار بالحقوق العامة إلى المشاركة والإيمان بتلك الحقوق، ببساطة نقل الفكر والسلوك الاجتماعي من مجتمع رعوي إلى مجتمع منتج أحد أدواته العمل التطوعي. إذا أردنا هذا فلا بد من العمل المؤسسي ويمكن أن تقوم بهذه المهمة في البداية الإمارات في المناطق كما فعلت إمارة منطقة مكة المكرمة، ثم يترك لاحقا لكل فئة متطوعة عمل مؤسسات مجتمعها المدني حسب اهتمامها ودورها. وحتى تكون العملية تنفيذية وذات شخصية وهوية لا بد من آلية لتنفيذ الأدوار والرعايات والاستقطاب، وأن تكون هناك قاعدة بيانات وطنية للمتطوعين حسب اهتماماتهم وخبراتهم وتخصصاتهم، وأن يكون هناك وسام تمنحه الدولة للمتطوع حسب ساعات أو أدوار محددة كما هو حاصل لمن يتبرعون بالدم، وأوسمة أخرى حسب درجات التطوع والمهام كوسام الحج التطوعي على سبيل المثال. كذلك يراعى أن تحتسب ساعات العمل التطوعي كساعات خدمة مجتمع أو خدمة وطنية ضمن الساعات الدراسية في الجامعات وأيضا الكليات المتخصصة، وأن تكون بديلة عن شهادة حسن السير والسلوك في التعليم العام، حيث سيكون لها وزن في رفع المعدل التراكمي للطلاب، وأن تحتسب أيضا كساعات تطبيق ميداني للممارسين الصحيين حيث تنفعهم في التصنيف والتسجيل المهني.
في آخر المطاف فإنه من المهم أن نحتضن وننظم وندعم ونكافئ هذا العمل المبادر والإيجابي ويمكن طرح الكثير من الأفكار بهذا الخصوص، ويفضل أن يكون هناك قانون ونظام عام وهيئة عامة ترعى عملية التطوع على مستوى الوطن لفتح المجال للمشاركة المجتمعية التطوعية. وسيكون لمثل هذا العمل المؤسساتي الأثر النفسي والاجتماعي وتنمية وتهيئة وإكساب الخبرات للعاطلين والعاطلات عن العمل، وأيضا الاستفادة من مهارات ووقت وخبرات المتقاعدين والفئات من المجتمع التي لا تنتمي لأي عمل مؤسساتي اجتماعي كربات المنازل وبساعات محددة في الأسبوع.
www.aleqt.com/2011/11/14/article_598064.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|