لنؤسس جمعية للنزاهة
12-30-2011 08:08
هناك إرادة في المملكة من رأس هرمها خادم الحرمين لمكافحة الفساد، خاصة بعد صدور قراره بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
اليوم لا يكفي أن تكافح الدولة الفساد دون مشاركة مجتمعية وبالذات من خلال جمعيات المجتمع المدني وأجدها فرصة بعد إنشاء الهيئة لتأسيس (جمعية للنزاهة) وطبعا تقوم بمكافحة الفساد وتسهم في زيادة الوعي الحقوقي وتقي المسؤولين من أنفسهم قبل وقوع الفأس في الرأس، فهناك رغبة كبيرة من الناس للعمل التطوعي وبالأخص في مجال مكافحة الفساد لأنه يمس معيشتهم ويبطئ من عجلة التنمية، وسبق أن طرحت كثيرا من الأفكار الفردية في هذا الصدد كمقالتي التي كانت بعنوان: (الاتصال اللي ما يصيب يدوش) ومقالة أخرى بعنوان: (اليد الواحدة ما تصفق) وغيرها من المقالات، التي حاولت خلالها وضع أفكار وأساليب للحد من الفساد والممارسات اللامسؤولة. اليوم هذه فرصة للخروج بهذه الجمعية وجمعيات مجتمع مدني أخرى، فالبلد ما زال يحتاج إلى هذه الجمعيات، وما هو في الساحة قليل كي يجد المواطن والمقيم القناة المنظمة والمعترف بها والمصرح لها بمثل هذه الأنشطة، وهناك نظام يسمح بتكوين مثل هذه الجمعيات في وزارة الشؤون الاجتماعية.
الأساليب السلوكية للفساد والنزاهة لا تعد ولا تحصى وليس بالشرط أن يسرق الشخص المال، ولكن هناك تعطيل مقصود أو عن جهل للمسؤولية والمواطنة.
فعلى سبيل المثال، هناك عرقلة للتعاملات الإلكترونية الحكومية والربط بين أجهزة الدولة ومنها أنظمة المشاريع والمشتريات الإلكترونية الحكومية والحصر العقاري وغيره، التي لو طبقت لعرفنا دون عناء من أين لك هذا وهل أنت مواطن مستحق؟... أم لديك عقارات وأراضٍ وتطالب بالمزيد وتزاحم المحتاج، وهل أخذت نصيبك وزيادة أم لا؟ إن جميع البيانات ستتم من خلال نظام معلوماتي هو في الحقيقة موجود ولكن هناك من يعرقل ربطه ببعضه ودفعه للمجهول ومنع تحقيق ما يسمى بالسحابة الإلكترونية التي تتيح للجهات الرقابية وغيرها الاطلاع على كل معلومة تخص المواطن وبالتالي يمكن تحديد ما يستجد في حياته من كسب مشروع وغيره. أو أي معلومات تنفعه وتحميه من الانزلاق إلى عالم الفساد.
هناك قرارات سامية معطلة ولا نعلم ماذا حدث لها كهيئة الوقف وبالذات الوقف الصحي المجمد فيه ـــ كما علمت ـــ مليارات لا أحد يستفيد منها، وغيرها من القرارات، فما هي مصلحة مجمدي القرارات؟... يجب ألا ننصت للمزيد من تبريراتهم ومخاوفهم، فإذا كان خادم الحرمين يريد أن يكرم شعبه ويصلح أوضاعهم ويرفع من شأن المملكة لماذا يسبحون عكس التيار؟ وإذا كانوا غير قادرين على تحمل المسؤولية وتحقيق متطلبات المواطن يجب أن يعفوا أنفسهم من هذه المسؤولية، فهناك من يستطيع تحملها حتى ولو كان على سبيل التطوع.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|