ماذا نريد .. ويريده الآخرون؟
12-31-2011 05:57
اليوم مع نهاية العام الهجري وأيضاً الميلادي نحتاج إلى جرد حساب وإعادة هيكله نفسية واجتماعية وأيضاً اقتصادية، نحتاج إلى فرمتة لعقولنا وأفكارنا غير المنطقية والسلبية، نحتاج أيضاً إلى إعادة تقييم لعلاقاتنا لصالح المزيد من العلاقات وليس العكس ونحتاج إلى تنظيف أنفسنا من الغل والحسد والحقد ونحتاج إلى أن نوقف التشاطر على الآخرين وظلمهم ونحتاج إلى الكثير من إعادة النظر في أغلب سلوكياتنا وأفكارنا لما هو أفضل... إلخ .
اليوم هناك مشكلة نفسية يعانيها كثير من الناس، هي الخلل في الهوية النفسية وما يترتب عليها من سوء في تقدير الذات ومفهوم الذات وإنكار المسؤولية عن أي سلوك أو تصرف، فإذا تعرض أحدهم لأي سلوك لا يوافقه أو لا يحتاج إليه نجده يضع اللوم على الآخر دون أن يحمل نفسه أية مسؤولية في المشاركة حتى ولو بالقبول المبدئي وبشكل لا شعوري حماية لنفسه من التوتر والقلق يذهب إلى الكثير من الحيل الدفاعية ليجنب نفسه المشكلة والنقد والقلق وبالتالي ومع الوقت تصبح تلك الحيل الدفاعية عوائق تمنع الشخص من التوافق النفسي والاجتماعي.
إن الحيل الدفاعية تتضمن أيضا الإنكار وهو تزييف الحقيقة أو إنكارها وإسقاطها على الآخر، فالفتاة التي تقبل بالصداقة وشروطها في «الفيس بوك» ثم تتبادل الشات وتجد شخصا زاد من الإعجاب وبالغ في مطالب وتلبية حاجاته أصبح بالنسبة لها قليل أدب و»غزيل» لأنه لم يتوافق مع أهدافها ومطالبها والعكس صحيح بالنسبة للرجل فبدلاً من الاعتذار باحترام عن الرفض أو القبول تتحول العملية إلى إنكار وإسقاط ثم عدوان وتشهير لا يتناسب مع طبيعة وحجم المشكلة وأهداف الموقع الإلكتروني الاجتماعي ولا حتى الشراكة في تحمل المسؤولية ويمكن أن نقيس مثل تلك السلوكيات على أغلب نواحي الحياة.
المهم القاعدة تقول إنه لا يمكن أن تكون هناك ردة فعل ما لم يكن هناك في الأصل تفاعل وقبول.
في الإنكار كحيلة دفاعية لا شعورية «ينعمي» بصر الشخص عن القصور لديه ويرميه على الآخر.
وفي التكوين العكسي كحيلة دفاعية يعمل الشخص ضد نفسه ويعبر عن نفوره من كل أنواع المتع بجملة تدعو للتثقيف .
وفي الإسقاط نجد أن السمة أو الرغبة تتعرض لكبت ثم تنسب للآخرين فهو يرى أخطاءه تنتمي إلى غيره، فالفرد يقول لنفسه: أنا لست كذلك ولكن أناسا كثيرين من هذا النوع.
إن أعظم شيء يجب أن يتخلى عنه الإنسان الكذب وتصديقه وتحويله إلى سيناريو لإقناع الآخرين وهو لا يعلم أنه أول المتضررين نفسياً على الأقل.
المهم أن نعي عدم الاستمرار في المزيد من الحيل الدفاعية وأن نبدأ سنة جديدة أكثر استبصارا بأفكارنا وسلوكياتنا ونحدد ماذا نريد بالضبط؟ وماذا نريد من الآخرين؟ وأن نحترم طريقتهم في التعبير عن مشاعرهم ولنا الخيار في القبول أو الرفض دون مبالغات وحيل لا شعورية.
www.aleqt.com/2009/12/14/article_316146.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|