ماذا يريد منكم المريض وأهله؟
12-31-2011 05:59
يبدو أن الممارسة العيادية في المملكة وبالذات في المستشفيات المرجعية بدأت تتراجع إلى الوراء فيما يتعلق بالعلاقة بين الطبيب وبقية أعضاء الفريق العلاجي وبين المريض وأهله.
نحن نعرف أن من أساسيات الممارسة العيادية والتي ندرسها في الكتب هي العلاقة مع المريض كونها لب العمل الطبي ودون وجود هذه العلاقة لا يوجد عمل طبي, فالطبيب وأعضاء الفريق العلاجي لم يدرسوا وتدفع عليهم الدول الملايين في أرقى الجامعات والمصحات إلا من أجل المريض، وعندما تدفع لهم الدول رواتب مغرية فإن ذلك أيضا من أجل خدمة المريض.
اليوم نجد في بعض المستشفيات المرجعية كونها مستشفيات يدفع لها ولمن فيها أموال طائلة, وأقرب مثال على ذلك مدينة الملك فهد الطبية، فحتى تقبل الحالة وهي محالة، فإن ذلك من أكبر الصعوبات, وإذا قبلت تقابل بموال المواعيد التي لا يحتملها المريض ولا مرضه, وإذا أردت مقابلة أحد المسؤولين فكأنك في سباق لتخطي الحواجز من كثرة السكرتارية، فسكرتير يكلم سكرتيرا, أما المدير فهو مشغول أو في اجتماع ومكتبه لا يفتح إلا بالكرت الممغنط، أما صلب الموضوع فهو حزورة الوصول إلى الاستشاري، فإذا حاولت أن تقابله لمعرفة تطورات الحالة فإن السكرتارية والأطباء المقيمين وغيرهم ممن يرأسهم هم الذين تستطيع مقابلتهم أثناء الدوام وإذا انتهى الدوام وحاولت أن تعرف الحالة قالوا الاستشاري ذهب وعليك المحاولة مرة أخرى وهكذا حتى تطفش من نفسك من كثرة الاستجداء والترجي، وتخيلوا كيف تكون سلوكيات بقية أفراد الفريق العلاجي عندما يرون المعلم الاستشاري يفعل بمرضاه ومرافقيهم هكذا؟
الإجابة الجاهزة هي، نحن مضغوطون وعلينا زحمة والأسرّة محدودة .. إلخ من قائمة الأعذار والتبريرات.
ولكن أقول لهم إن تلك الأعذار والتبريرات لا ذنب للمريض ومرافقيه أن يتحملوها فهم يعانون ألم المرض, ولا بد أن ندرك أن العلاقة الطيبة بين المريض والطبيب هي أساس نجاح أي معالجة، وإن تلك العلاقة تزيد من فرص فاعلية العلاج، وإن الحوار العاطفي يقلل من حساسية المرضى ويزيد تعاونهم مع الخطط العلاجية، وإن الجانبين النفسي والسلوكي من أكثر الجوانب التي قد تفاقم الحالة إذا لم تتم مراعاتها. إن حمل أي شخص الدرجات العلمية العليا والخبرات الإكلينيكية تزيد من مسؤولياته, فالمتوقع منه الكثير, والمتوقع منه أيضا سعة الصدر وتحمل ضغوط العمل وشكاوى المريض المتكررة التي عادة ما تكون نتيجة الخوف من المرض الذي يهدد حياته.
www.aleqt.com/2009/05/25/article_232526.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|