مالي ومال الناس!!!
12-31-2011 06:01
العمل والتعاون الجماعي هو أفضل وسيلة لحماية المجتمع ووقايته من المشكلات النفسية والاجتماعية والصحية، ولا يمكن أن يفلح العمل المنفرد في مواجهة أي مشكلة، فالإنسان ولد كائن اجتماعي ينمو نفسياً وجسدياً من خلال العيش مع مجتمع ومن خلال لعب أدوار معينة وتبادل لأدوار داخل نطاق الجماعة.
ومما يعوق تنفيذ الخدمات وعدالتها وشموليتها ضعف الإحساس بالمسؤولية الجماعية، فالإنسان المتمركز حول ذاته والأناني يعمل لذاته ويدور حول نفسه، وإذا ساد مثل ذلك السلوك فإن أي دولة مهما لديها من إمكانات لا يمكن أن تكون تلك الإمكانات فعالة دون تعاون الجميع، وقد يسود في المجتمع ثقافة "أنا مالي ومال الناس"، وهي نظرة سلبية وغير منطقية وعقلانية، فيصبح الإنسان سلبياً غير متعاون يرى بنفسه أي سلوك سلبي ويمر عليه مرور الكرام وكأن الموضوع لا يهمه، بل قد يشارك في العديد من السلوكيات المضادة للمجتمع التي قد تعود عليه أو على أسرته وممتلكاته بالضرر البالغ في وقت ما، وفي هذه الحالة يفوق من غيبوبة التوحدية ويطلب النجدة ويلوم الدولة والمجتمع، ولكن في هذه الحالة تخرج الأمور عن إطار السيطرة وعندما يفوت الفوت لا ينفع الصوت.
نسمع عن الأمراض الوبائية والمعدية والمستوطنة والمزمنة، وعندما تظهر في منطقة ما على سبيل المثال وليس الحصر ما تناقلته وسائل الإعلام عن حمى الضنك ويبدأ الناس في كيل التهم بالتقصير وعدم المبالاة على أجهزة الدولة، وينسى أولئك الناس أنهم شاركوا في تفشي مثل تلك الأمراض وأغلبها نتاج ممارستهم السلوكية وعاداتهم الشخصية التي هي مسؤوليتهم الشخصية، وأيضا إهمالهم وسلبيتهم في التعامل مع الكثير من قضاياهم الحياتية.
وإذا غاب دور المجتمع في المشاركة في تحسن أوضاعهم الصحية فإن برامج الرعاية الصحية لا يمكن أن تنجح في ظل وجود أفراد ومجتمعات اتكالية تريد من الآخرين سواء دولة أو غير ذلك تقديم كل ما يهم حياتهم في ملعقة وتأتي بها إلى أفواههم وهم جالسون من دون أي تفاعل.
ومفهوم الصحة هو حالة من الاكتمال الجسماني والعقلي والاجتماعي وليس فقط الخلو من الأمراض والعاهات، والرعاية الصحية هي وسائل وتقنيات لن تكون صالحة دون مشاركة الناس، وهناك مسؤولية فردية وأسرية واجتماعية يجب أن ندركها أمام الكثير من القضايا التي تهدد أمن المجتمع كالإرهاب والأمراض الوبائية والمظاهر السلوكية السلبية، وإذا لم نغرس في أذهان الناس مفهوم تلك المسؤولية فلن تنجح أي برامج للحماية.
www.aleqt.com/2006/03/18/article_4649.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|