متلازمة الحماقة
12-31-2011 06:05
من أكثر الأخطاء المعرفية التي يقع فيها الغالبية من الناس هي سوء الفهم وما يتبعه من سلسلة أخطاء معرفية قد تصل بالإنسان إلى أن يسوء فهم نفسه كنوع من الارتداد على النفس . وهي عملية معقدة من الأفكار والأحاديث مع الذات التي تدور في عقل الإنسان في المواقف الحياتية ، مما يجعله في حالة من القلق والإحباط والاكتئاب وربما العدوان بشتى أنواعه على النفس أو الآخرين ، وتلك الأفكار لا تدع للإنسان إلا أن يفكر تفكيراً أحادياً دون أن ينصت أو يؤمن أو يعتقد بثنائية التفكير ومن ثم الحوار والمزيد من الإيضاحات وتصحيح بعض المفاهيم ، والإنسان أيضاً في مثل تلك الحالات الفكرية يسأل أسئلة ويجاوب عنها ويضع توقعات سلبية ويؤمن بها دون أن يسمعها من الشخص الآخر ، وفي نفس الوقت نجده يضع الكثير من السيناريوهات أحادية التفكير دون مشاركة الأطراف الأخرى وعلى الآخرين الامتثال لها وتصديقها والاعتقاد بها .
ومشكلة سوء الفهم لدى بعض الناس المضطربين فكرياً أن تلك الأفكار تستوطن في أذهانهم وتصبح السمة الفكرية لحكمهم على الآخرين فعندما يأخذ فلان من الناس فكره عن شخص وهو في تلك الحالة الفكرية يبدأ بسلسلة تعاملات سلوكية مع ذلك الشخص بمحتوى تلك الأفكار وأغلب هؤلاء الذين يعانون من متلازمة سوء الفهم يتمتعون بقدرة هائلة من حب سماع ما يقال ويديرون حياتهم بما يسمعونه وفي ضوء ذلك فهم ليسو بحاجة لصنع القرار فالقرار عادة ما يكون جاهزاً ويتميز بالحماقة التي أعيت الحكماء في معالجتها وعندما نحلل مصدر أغلب المشاكل وبالذات الزوجية وبصفة عامة مشكلة الاتصال بين البشر نجد أن أغلبها بني على سوء فهم وتطور إلى أن أدى إلى سلوك, فعلى سبيل المثال الطلاق أو النزاعات الشخصية والتطورات الناشئة عنه كثيرة قد تقود الإنسان إلى اضطرابات عدة كالتجسس وسوء الظن والشك والشعور بالاضطهاد ، لذا فالقرارات الناتجة عن ذلك النمط من التفكير تخلق الكثير من الحماقات التي تأخذ أشكالاً من الحلقات المرتبطة ببعضها وكل دائرة لها أعراضها التي في آخر الأمر تصبح مجموعة من الأعراض المشكلة لمتلازمة الحماقة .
www.aleqt.com/2006/08/12/article_6092.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|