محطات للعمل والتعليم
12-31-2011 06:09
المحطة الأولى:
كشف تقرير إحصائي لوزارة العمل أن عدد الوافدين الأميين لعام 2008 نحو 840 ألف عامل، وهذا التقرير الإحصائي مؤشر خطير لحجم العمالة الأمية خلال سنة، وهذا يعني بالنسبة للكثير من المتخصصين عبئا كبيرا على المجتمع ومشكلات كثيرة في التواصل مع أولئك، إضافة إلى مستوى وعيهم وثقافتهم التي قد تنعكس على سلوكياتهم وعلى التكيف والتعامل الإيجابي مع التقدم التقني الذي تشهده المملكة، إضافة إلى ما قد يشكله أولئك من عبء على فهم واستيعاب التعليمات، سواء نظامية أو تنظيمية أو توعوية.
المهم هنا أن تلك النسبة من العمالة الأمية تعليميا قد يقابلها عمالة كبيرة من الأميين مهنيا، الذين تعلموا فينا شتى أنواع الحلاقة، وكانت المملكة عبارة عن بيئة تدريبية لهم، ولكن ما هو الثمن وما الخسائر القادمة المتوقعة من تجاربهم في مشاريع البنية التحتية والبناء وسوق الصيانة بصفة عامة؟ وهل نحن في وقت مناسب لتلقي الكثير والمزيد من الخسائر الشخصية وتدهور أموال الناس والمشكلات القانونية والجنائية المترتبة عليها؟
أعتقد أنه قد حان الوقت لتفعيل مشروع الفحص المهني للعمالة الجديدة والعمالة المقيمة وعدم التراجع في تطبيقه فالشهادة والتسجيل المهني حماية لممتلكات الناس وأيضا لدعم العمالة الفنية السعودية المدربة التي ستجد نوعا من العدالة والمزيد من الفرص المتكافئة في وطنها بدلا من إعطاء الفرص لعمالة تتدرب في بلدنا وتحصل على الفرص، سواء في سوق العمل أو التجارة كونها رخيصة ماديا وفارغة مهنيا.
المحطة الثانية:
الآن ومع تطوير التعليم نحن في أمس الحاجة إلى هيئة للتخصصات التعليمية أسوة بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتنظيم العمل التعليمي مهنيا وتساعد في تطوير القائمين على العملية التعليمية من خلال الندوات وورش العمل والمحاضرات وجميع أساليب التعليم المستمر الذي سيصب أخيرا في مصلحة التعليم ومخرجاته وأيضا سيتناغم مع سياسة تطوير التعليم، وتجربة هيئة التخصصات الصحية أكبر دليل على مساهمتها في تصنيف بوصف المهن الصحية وجودتها من خلال آلية للفحص والاختبار والتقييم، سواء للشهادات أو للخبرات المهنية وقللت من الاجتهادات وعدم وضوح الرؤية وإعطاء كل حق حقه وصيانة العملية الصحية وهي ما زالت في بداياتها مما يجعل المهمة أكثر سهولة أمام تأسيس هيئة سعودية للتخصصات التعليمية، سواء تعليما عاما أو جامعيا وأن يكون هناك تراخيص للمؤسسات التعليمية وللمعلمين تمنحها تلك الهيئة وأيضا بطاقة مهنية تشمل كثيرا من التسهيلات وأيضا المتطلبات.
www.aleqt.com/2009/06/01/article_235019.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|