من هم اللاعبون الحقيقيون بالأسعار؟
12-31-2011 06:54
عزيزي القارئ ألا ترى أننا أصبحنا نعاني الكوابيس والتوتر والقلق والإحباط بسبب زيادة الأسعار فما أن صحونا من نكسة الأسهم والتهامها الأخضر واليابس من مواردنا الشخصية ومن عقولنا ونفسياتنا حتى ندخل معركة جديدة من المعاناة مع التضخم الذي بين يوم وليلة أصبحنا لا نتحدث أو نحلم إلا به.. إذاً لماذا زادت الأسعار؟ ومن المسؤول عن تلك الزيادة ويجعل الناس يدورون حول أنفسهم؟
أصبحنا نتبادل التهم وكأن كل واحد يبحث عن كبش فداء ليعلق عليه ارتفاع الأسعار غير المبرر إلى درجة المرض والشكوك والشائعات وبدأنا نؤمن بثقافة المؤامرة والضحية! ونتساءل: نحن ضحية من؟ ومن هم المتآمرون علينا فجأة؟ ألم تكن هناك بوادر أو علامات أم هي مجرد سيناريوهات لفئات مستفيدة؟ وهل الأمور خرجت عن إطار السيطرة إلى درجة القناعة بأقل الخسائر؟ ألا تعتقدون أننا مقابل عدد السكان القليل والموارد العالية وكثرة الحلول تشتتنا, فالتجارة من جهة والزراعة من جهة والتجار من جهة والداخلية من جهة والأمانات من جهة والإمارات من جهة, وفي آخر المطاف الأسعار تزاد أمام أعيننا وسوق ازدياد الأسعار السوداء في نمو وعلى المتضرر اللجوء إلى ..الله أعلم.
ألا تعتقدون بعد رحلة المعاناة مع التضخم أننا نحن كدولة ومواطنين من أسهم في هذه المشكلة وفي استمراريتها, فإعلامنا أول من طبل بأن المملكة تعيش نهضة اقتصادية لم يسبق لها مثيل وأن مواردنا المالية لا ندري وين نوديها وفاضت عن حاجتنا وكانت هذه رسالة غير مباشرة للعالم وفتحت شهية المصدرين والمستوردين والموزعين وكل من هب ودب بشكل مرضي لدرجة الطمع والجشع واللعب بمقدراتنا ومحاولة امتصاص السيولة من البلد وكان الضحية المواطن ومرتبه المحدود ولم تتأثر الميزانية.
النقطة الأخرى لنتساءل عمن يقوم بالبيع والتوزيع وتجارة التجزئة في أسواقنا ألا تعتقدون أنهم هم الصانعون للسوق وليس كبار التجار المعروفين الذين هم تحت المجهر من أجهزة الرقابة في الدولة, وما جنسياتهم وأهدافهم واهتماماتهم؟ ومن استقدمهم ورمى بهم في السوق ليضاربوا في أقوات الناس؟ وإخواننا المواطنون المتسترون عليهم وآخرون لا يعلمون ماذا يحدث سوى جني الفلوس "جالسين وحاطين رجل على رجل" وإذا حاولت أن تبدي استياءك لذلك الموزع فالإجابة جاهزة روح اشتكي أو خذ فلوسك ويا ويلك إذا رجعت مرة ثانية فالعقاب في انتظارك, إما المخازن فرغت وإما الأسعار ارتفعت وإما خليك في قائمة الانتظار. ونحن نعلم ماذا يعني ذلك التصرف من الرضا بالأمر الواقع ودفع الناس للتخزين كما حدث في حرب الخليج.
ألا تعتقدون أننا تركنا اللاعبين الحقيقيين في السوق وانشغلنا بتوفير الحلول لهم قبل أن نوجد الحلول للمواطن؟ وأصبحت في بلدنا سوق سوداء برعاية مواطنين وبإدارة وافدين, وأنهم يتحكمون ويزايدون علينا عيني عينك وبثقة! ويملكون من أساليب التخزين والتهريب والتهرب والتشغيل وفرص العمل برعايتنا وتحت مظلة مواطنين! ولديهم من وسائل بث الشائعات وشبكات نقل المعلومات لبث الذعر في مخزون المواد الغذائية ومواد البناء, إذا كان سعر كيس الأسمنت 23 ريالا من المصنع السعودي ومن تراب السعودية يباع لدى الموزعين وعلى ظهور الشاحنات ما بين 16 و20 ريالا فما المبرر؟ وما دخل الاقتصاد العالمي في ارتفاع تراب السعودية؟ أعتقد أن المواطن أبو أكياس هو المتضرر فهو المضطر للأخذ من الموزع بينما الشركات الكبرى تعرف كيف تأخذ الأسمنت السائب وتقدر تستورد.
عزيز القارئ قس بتفكيرك على بقية المواد سيصل بك تفكيرك إلى اللاعبين الحقيقيين.
www.aleqt.com/2008/04/07/article_12067.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|