مواطن بعيون بنكية؟!
12-31-2011 06:56
مع عودة الغالبية من المتمتعين بأجازاتهم خلال هذا الشهر والشهر المقبل وبعد مشوار تنفيض الجيوب يبدأ مشوار إعادة تعبئة الجيوب و التسديد وهو مشوار آخر طويل من إعادة ترتيب الميزانية والأوراق المالية والفواتير وبخاصة فواتير بطاقات الائتمان التي تسرق المواطن السعودي كسرقة السكين ويصبح يلملم جراحه طوال السنة وربما السنتين اللتين تليانها من عمليات السداد والفواتير المتراكمة.
البنوك في المواسم وفي استغلال حاجات ومطالب الناس شاطرة لا ترحم ولا تترك رحمة الله تنزل على الناس وتسيبهم في حالهم فهي حوت استغلال حاجات الناس وهي صناديق جباية لا تشبع، أسهمت في توريط الناس بالقروض وقروض الأسهم ثم الخسائر في الصناديق إلى البطاقات الائتمانية والفوائد العالية في قروض العقار. وهكذا تدفع الناس للمخاطر ولن تكل ولن تمل مادام هدفها الوصول إلى مرحلة التضخم في الأرباح على حساب المواطن الضعيف القليل الخبرة في الأوراق والتعاملات المالية والبنكية.
البنوك دون شك ليست مكاتب ضمان اجتماعي ولن تكون بنوكاً إذا لم تربح وهذه أمور منطقية ولكن ما يعاب عليها أنها تتعامل مع المواطن السعودي القليل الخبرة في التعاملات البنكية بخلاف المواطن في دول أوروبا وأمريكا الذي تمرن وتدرب وعاش مرحلة من الوعي التدريجي هو والبنوك هناك منذ نعومة أظفاره، وكانت البنوك تعيش معه مرحلة من الشراكة والمصالح المشتركة المتوازية وأصبحت التعاملات البنكية الورقية والائتمانية جزءاً من استهلاكه اليومي ومن ميزانيته السنوية واليومية.
ولكن ماذا يحدث هنا؟ ما هي الديون المعدومة لدى البنوك؟ وما مصير الشيكات من دون رصيد وقضاياها التي زجّت بالناس في السجون؟ وماذا قدّمت البنوك من حلول لمشكلة الشيكات من الجانب الوقائي؟ وكم قضية ومتضرراً على بطاقات الائتمان؟ ولماذا يجد المواطن صعوبة في تسديدها؟ وهل الفوائد على القروض أو بطاقات الائتمان أكثر أو أقل نسبة من دول العالم؟ وماذا قدّمت البنوك ومؤسسة النقد العربي السعودي من حلول لوقف هذا النزيف الذي أسهم في أضرار اجتماعية لا تعد ولا تحصى ويحمل الدولة أعباء اقتصادية وسياسية واجتماعية أقلها المودعون في السجون بسبب الديون والمغامرات المالية؟!
البنوك لم تكتف بالترويج لمنتجاتها والمبالغة في الإغراءات وتوظيف شركات الوساطة والعملاء ونشرهم في كل مكان حتى وإن كان هناك ازدواجية، المهم جلب ما يمكن جلبه من الناس وبعدين يحلّها حلاّل ففي الأسبوع الواحد يأتيك أكثر من مندوب ومن أكثر من بنك ومن أكثر من شركة تسويق لأكثر من بنك وكلُُهم يدورون في حلقه واحدة من بطاقات الائتمان إلى القروض.
المهم ماذا قدّمت البنوك ومؤسسة النقد لزيادة الوعي وحماية الناس من أنفسهم مقابل التسويق وتوريط الناس وتقليل المخاطر وما إسهاماتهم في الكوارث الشخصية والاجتماعية التي حلت باالناس وهم شركاء فيها؟ وما الفرق بين المواطن والمستثمر بعيون بنكية؟ ومتى تقلع البنوك عن ملهاة الجزرة والعصا؟ وما رأيهم في عقود الإذعان المفروضة على الناس مقابل عقود المشاركة ؟ آمل أن تكون الإجابة من دون عبارات "الجاهل عدو نفسه، والقانون لا يحمي المغفلين، وما أحد ضربهم على يدهم"
www.aleqt.com/2007/08/11/article_9668.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|