مؤسسات كرتونية
12-31-2011 06:57
الهيكل الإداري في المملكة يعاني كثيرا عدم وجود مدارس أو خبرات منتظمة ويعتمد كثيرا على الخبرات والمعتقدات الإدارية الشخصية أو ما يمكن أن نسميه المدير الأوحد الذي تتمركز حوله جميع الإجراءات الإدارية والقرارات والأفكار والتجارب، وإذا تقاعد انتهى وانتهت معه كل المكتسبات وحصيلة السنوات من الخبرات وأصبح بقية أفراد المؤسسة من موظفين كالأطفال المفطومين قسريا يعيشون حالة من التوهان والتشتت.
مشكلة المدير الأوحد أو أبو العريف أو الجوكر أنه يعاني قلق الانفصال عن المنصب، وفي ضوء ذلك تتولد لديه مشاعر حب التملك والاستحواذ والتمركز حول ذاته الإدارية ولا يسمح لأحد من الذين يعملون معه بالتصرف أو منح الصلاحيات أو حتى استغلال قدراتهم بشكل يعزز لديهم الحافز للعمل فيصبحون أكثر سلبية ويتوقفون عن الإبداع وطرح الأفكار، لأن صاحبنا المدير هو الذي يفكر ويضع القرار ويقرر وينفذ ويرغب في أن يكون هو الجوكر أمام رؤسائه فيكرس قدراته ومجهوداته ليكون بنكا للمعلومات والحافظ الأمين لتاريخ المؤسسة التي يعمل فيها، ولذلك تأتيه حالة من الأفعال القهرية تجاه حفظ الملفات والأوراق وحتى المسودات وقصاصات الأوراق.
صاحبنا ذلك الإنسان لا يؤمن ويخاف من العمل بسياسة وروح الفريق لذلك لن تجد لتلاقح الأفكار والعصف الذهني مجالا في بيئته الإدارية المتمركز حولها، ومن يعمل معه يفقد كثيرا من الأفكار والخبرات والمهارات مع الوقت، لذلك عندما يترك تلك المؤسسة بعد التقاعد تنهار فكريا لأنه ذهب بكل شيء معه.
وفي ضوء ذلك، لا نجد مع أولئك أن لدينا مدارس إدارية أو بحثية متوارثة أو متسلسلة ومتجددة بل خبرات ومعلومات متفرقة غير مرتبطة ببعضها وقرارات غير مرتبطة بالواقع وأغلبها غير منطقية.
أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى اختيار أشخاص يتمتعون بفكر إداري وسلوكي مؤسساتي لديهم القناعات بالعمل والقرار الجماعي ويبنون ويعلمون أجيالا من القياديين والإداريين الإيجابيين والمتوازنين انفعاليا.
www.aleqt.com/2009/10/19/article_290135.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|