مؤسسة عامة للخبراء "المتقاعدين"
12-31-2011 06:58
كثيراً ما نحترم الخبير الأجنبي في مجتمعنا ولا نسأل عن سيرته الذاتية وعمره الافتراضي وهل صلاحيته انتهت؟
وفي الوقت نفسه لا نقدر خبراءنا الذي تعبت عليهم الدولة ودرستهم في أفضل الجامعات الغربية ومنهم من كان له دور ومهم في تنمية المملكة ويقتصر التقدير على حفلات المتقاعدين التي نرثيهم فيها لمدة ساعة أو ساعتين ونذكر مناقبهم وأفعالهم الحسنة وأخلاقهم دون ذكر للبصمات التي وضعوها والأفكار المبدعة التي قدموها للوطن، بل إن إنجازاتهم وابتكاراتهم وأبحاثهم انتهت بانتهاء ارتباطهم الوظيفي.
ثقافة التقاعد أصبحت كالوصمة وأشبه بالمصطلحات الأخرى كالعنوسة وما في حكمها التي يراد منها وضع حد لعطاء الإنسان وتصبح مع مرور الوقت نوعا من الضغط على نفسية الناس وآدائهم وأيضا صحتهم إلى جانب كونها تدفع الإنسان إلى التفكير السلبي والخوف على صحته وعقله، وعلى ضوء ذلك تعارف الناس على تسمية مصطلح التقاعد "مت قاعد" لأن الإنسان الذي يستسلم لهواجس التقاعد تختلف أحواله بعد ترك الوظيفة كمتقاعد من الناحيتين النفسية والبدنية، فيعتقد أن حكم النظام والناس عليه جائر، ولكنه ليس بيده حيلة فبقوة النظام كما يقال يجب أن يتقاعد وما سلف من حياته سيحال إلى سلة المهملات في ثاني يوم لترك وظيفته.
نحن لا نريد نصبا تذكارية أو وضع أسماء على الشوارع أو احتفاليات لساعات أو ليمتع الناس أنظارهم بها بل نريد أن نلغي أولاً مصطلح التقاعد الذي ارتبط بالمرض وبنهاية عطاء الناس وأن تلغى المؤسسة العامة للتقاعد وتدمج في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية فهي في آخر الأمر تأمينات، وأن تكون هناك مؤسسة عامة أو هيئة عامة للخبراء يحال إليها جميع من صدر بحقه حكم التقاعد ليواصل عطاءه حسب قدراته وخبراته وتأهيله وبشكل اختياري على أن تدار بفكر استثماري استشاري، يستثمر في عقول وخبرات وتاريخ هؤلاء الناس ويؤمن لهم التعزيز النفسي والتأمين الصحي والعائد المادي المغري والدور الاجتماعي اللائق بسنهم وخبراتهم وعطائهم وتاريخهم على أن تمول تلك الاستثمارات كاستثمار له عائد تسهم المؤسسة العامة للتأمينات والمؤسسة العامة للتقاعد بعد دمجها وتطلق تلك المؤسسة العامة للخبراء مساهمة عامة تخصص لمنتسبيها نسبة تأسيسية، وتشغل كأي مؤسسة استشارية عن طريق تقديم الخدمات الاستشارية المدفوعة القائمة على الأداء المعرفي الذي لا ينضب إلا بموت الإنسان، بل إن أغلب الدول المتقدمة تثق بعطاء الإنسان وأدائه بعد سن الستين، وقد ينتخب على قمة الهرم السياسي أو الاقتصادي والمعرفي، وفي حالة تحقيق تلك الأفكار على أرض الواقع أعتقد أننا سنجني الكثير من الفوائد والإيجابيات على مستوى البلد وعلى كفاءاته وأيضا للأجيال القادمة وتتخلص من عقدة الخبير المستقدم.
www.aleqt.com/2008/01/28/article_11347.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|