ميزان القوى
12-31-2011 06:59




أعتقد أن حلبة الاستثمار أصبحت أكثر تنافساً وسباقاً وأصبح الاعتقاد بأن لعبة السباق هي الوصول إلى خط النهاية كهدف لا يمثل النجاح بقدر ما أصبح هناك تغير في الهدف وهو أن تصل قبل الآخرين، ومما زاد عملية التنافس اشتعالاً أن التغيرات والأحداث تتسابق، فليس هناك وقت للتسويف والمماطلة والخوف من التغيير أو إعادة الهيكلة بالمفهوم الشامل.
لقد أصبحت الاعتقادات الشخصية أكبر معوق للمنافسة والتطوير، فعندما يتمسك من يملك اتخاذ قرار أي شركة أو مؤسسة بمعتقدات شخصية ويفرضها كواقع لا بد على الجميع الالتزام به وإلا يعتبر من فئة غير الموالين تكون المؤسسة عبارة عن مكتب خدمات شخصية وتخرج من إطار المنافسة والنظام المؤسساتي وهذه من أهم عوامل الانهيار، وهو ما أدى إلى إثارة الكثير من التساؤلات حول الآلية التي من خلالها يمكن أن يحدث تغيير في منظمات أو مؤسسات يديرها مثل تلك الشخصيات التي تعاني مشكلات معرفية.
يبدو أن من الأبعاد الرئيسية للبقاء في الوقت الحاضر والمنافسة في المستقبل هو التركيز على اقتصاديات المعرفة والتعديل في المفاهيم وذلك ما سعى إليه الكثير من الشركات العالمية لمواجهة العولمة الاقتصادية، فالأمية المعرفية للمفاهيم أكثر خطراً من الأمية الأبجدية والأمية الحاسوبية، كونها المحرك الأساسي للتغيير وتبني إعادة هندسة نظم العمل وعلى ضوء ذلك ظهر ما يسمى بإدارة المعرفة والمجتمع المعرفي الذي يعنى بالتطوير واستثمار المصادر المعرفية وخاصة المتعلقة بالإنسان من منطلق أنه من الأصول الاستثمارية التي تشكل مستقبل أي منظمة أو شركة، وبالتالي فإن الهدف النهائي الوصول إلى إعادة استخدام تلك المصادر أو الموارد بشكل أكثر فعالية وكفاءة وأداء وإيجابية.
الدراسات التي تناولت السلوك الإنساني أثناء التغيير عجيبة فقد أشارت إلى أن الإنسان البدائي الذي يعاني قصورا واضحا في المفاهيم والثقافة المعرفية تصدر عنه مجموعة من السلوكيات المقاومة للتغيير ويصبح أكثر قلقاً وخوفاً مما يعتبر المجهول ويقوم بسلوكيات لا شعورية كالإسقاط والتكوين العكسي والنكوص نتيجة شعوره بالتهديد كما يعتقد، ومن الممكن أن يدخل في الكثير من الطقوس الهستيرية التحولية حتى يشغل الآخرين عنه ويقدمون الكثير من الاستثناءات التي تؤمن له الحماية والأمن الحياتي وبذلك يكون مستوى القلق لديه منخفضا وتقل في المقابل الصراعات الداخلية، ونجد أن فئة أخرى من مقاومي التغيير تتكون لديهم سلوكيات عدوانية سلبية غير مباشرة كالعمل من تحت الطاولة وبث الشائعات التي تثير الخوف والشك في الآخرين والكيل بمكيالين والطعن من الخلف إلخ ... من السلوكيات البدائية المضطربة، وفي نهاية المطاف فإن أي مؤسسة أو منظمة لا تدرك مثل تلك السلوكيات سيكون مآلها دون أدنى شك الانهيار المنظم.

www.aleqt.com/2007/12/15/article_10900.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 316


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (1 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.