هل الناس أعداء ما علموا؟
12-31-2011 07:08
عندما قررت الدولة تطبيق نظام الإدارة المرورية ''ساهر'' كانت هناك مقاومة نفسية واجتماعية لتطبيق النظام أكثر من مسألة الغرامات، وكان من ردود الفعل ازدياد الاستعراض في قطع الإشارات وتجاوزات خطوط المشاة، وكان لا يزال هناك شعور اجتماعي محبط يتضح من أحاديث المجالس من أن النظام سيفشل قبل تطبيقه، وأنه لن يستمر مثل الأنظمة الأخرى، وأن الأجهزة ستتعطل ولا تجد مَن يصونها، وأن المرور ليس لديه الجدية وسيبدأ بالتراخي، وأن الهدف هو جمع الفلوس، وكأن المملكة بلد فقير غير نفطي.
وبالمقابل أعتقد أن حوادث المرور قد تضرر منها أغلب السكان، وأن أغلبهم قد فقد عزيزاً أو قريبا في تلك الحوادث، ومَن لم يفقد فإنه قد أصيب إصابات بالغة أو أصبح معوقاً. ومع تلك الحقائق والآلام إلا أننا لا نتحدث بواقعية وموضوعية ونقاوم أي نظام أو تغيير بحماقة قد تؤدي إلى فناء أعز الناس لدينا، ونعمل بكل جد وتفانٍ ضد أي شيء لمصلحة الناس ورفاهيتهم. وفي المجالس نفتي بثقة مفرطة تجاه حقائق وأنظمة، وما نقوله هو صنع شائعات وأكاذيب وخيالات، فمن يفتي عن أنظمة المرور أؤكد أنه لم يقرأ نظام المرور وربما أخذ الرخصة بـ ''الواسطة''، ويجادل في أمور لمجرد المجادلة حتى يكون لنفسه قاعدة في المجتمع ويُقال عنه إنه إنسان يفهم.
عندما نريد أن يكون بلدنا بلد القانون والنظام، فلا بد من إدارة قوية لفرض تلك الأمور، لأن الناس يعلمون الصح والخطأ ويدركون السلوك السلبي من الإيجابي ما داموا راشدين عقليا، ويجب ألا نضيع وقتنا في توعية وراء توعيه ونستجدي الناس ونبالغ في مراعاتهم مادامت الأمور واضحة للجميع. وكنت أتمنى من إدارة المرور أن توزع كتيبات بأنظمة المرور والقوانين، وأيضا القوانين في الدول المتقدمة بدلاً من بروشورات وكتيبات فيها صور حوادث وإحصائيات، فالناس يعرفون ''الكفت'' ويشاهدون تلك الحوادث ويتجمهرون من أجلها لكي يشبعوا فضولهم.
الأمر محسوم في أذهانهم ولا يحتاجون إلى مزيد من الصور حتى نجعلهم أكثر عقلاً، بل نحتاج إلى إرادة واستمرارية وحزم وعدالة في تطبيق القوانين والأنظمة.
الأصدقاء الذين علقوا على مقالة ''نسمع كلاماً ولا نرى أفعالا'' أضافوا الكثير إلى ذلك الرأي، بأن هناك مشكلات في الإدارة العليا، وأن هناك عدم ثقة بالمهندس السعودي، وأن الحل هو اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وأن هناك استقالات وعزوفا للمهندسين السعوديين عن العمل في القطاع الحكومي وذهابهم للقطاع الخاص، وأن هناك بائعي عقود وسماسرة لمشاريع الدولة، وضرورة اتحاد المقاولين الصغار ... إلخ من الأفكار الرائعة.
www.aleqt.com/2010/05/17/article_393974.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|