هل نحن بحاجة إلى المزيد من الكذب
12-31-2011 07:09
تقــــول دراسة نشرتها "الاقتصادية" إن الاتصال بالجوال ساعد الناس على الكذب وعدم صلة الأقارب وانتشار نوع من التفكك الأسري، وكوني أحد الاختصاصيين في السلوك البشري فإن هذا الموضوع لم يثر الدهشة لدي كون الكذب يبدأ كسلوك فطري عند الإنسان ما بين السنتين الثانية والرابعة من العمر كنوع من الإغراق في الخيال الذي يصبح مبالغة يصورها الطفل كواقع وهو ما لا نعتبره خداعا أو نوعا من أنواع المراوغة أو الكذب المقصود.
وعندما يكون المجتمع متحضراً فكريا وسلوكيا ويشجع على حرية التعبير عن المشاعر، الآلام، الآمال، الخطايا والأمور الشخصية ويصبح الأشخاص أناساً توكيديين بمعنى أنهم يحترمون حقوق الآخرين ويعبرون عن أنفسهم بصدق وبشكل منطوق ومباشر دون الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، عندئذ ينحصر الكذب في مرحلته الطبيعية الطفولية ولا يتعدى إلى المرحلة المرضية أو المرحلة الشائعة أو الظاهرة التي من الممكن أن تعزز عن طريق وسائل ووسائط الاتصال غير المرئية. نحن في مجتمعنا نكذب كثيرا ونبرر كذبنا بل نجعله قصة أو سيناريو ونصدقه في آخر الأمر أو يجب أن نصدقه أو يصدقه الآخرون ونعتبره مهارة وذكاء اجتماعيا ويعتبر إحدى أدوات النقص وجنون العظمة وتجنب المواقف المحرجة أو المسؤوليات ويكون بمثابة الحل للكثير من أخطائنا ولفنا ودوراننا والكثير من الأمراض الاجتماعية، ووسائل الاتصال كالجوال عندما يقتنيها أفراد يتمتعون بتلك الصفات والغموض وعدم الوضوح فإنها بدون شك ستعزز سلوك الكذب وتجعله مرضاً وتزيد من اللاتوكيدية والعدوانية ويجنح البعض إلى استخدامها كوسيلة من وسائل العدوان والسلبية المبطنة للضغط من خلال تسجيل المكالمات والصور على الناس وأمورهم الشخصية وثقتهم في المتصل وخصوصا الفتيات وهذا نوع من أنواع الكذب في التواصل مع الآخرين.
من هذا المنطلق فإن الأفراد بحاجة ماسة إلى تعلم توكيد الذات والإفصاح من خلال تقديم المعلومات الحقيقية عن أنفسهم وشخصياتهم وأفكارهم ونواياهم وألا يكون الكذب نتيجة فعلية أو متخيلة فتؤدي بالشخص إلى الكثير من الأمراض النفسية المعروفة عندما يتضخم الكذب.
www.aleqt.com/2006/11/25/article_7104.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|