المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
وبأي حال عدت وعادت الذكريات!
وبأي حال عدت وعادت الذكريات!
12-31-2011 07:16



المناسبات التي تمثل فارقا زمنيا والتي نمر بها في حياتنا كالأعياد عادة ما تكون مناسبات أسرية واجتماعية تكون العواطف والواجب المحرك الأساسي لها من أجل أن نعبر عن مشاعرنا وعواطفنا لمن تربطنا بهم علاقات حميمة.
اليوم نعيش مناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى من تحبون بالخير والسعادة واليمن والبركات، ومر علينا عام من المواقف والأحداث السعيدة والحزينة ليجعلنا نقف بعد عناء عام من الانشغال والجهد والاستهلاك للعقل والعواطف ليذكرنا بمن نحب وأين هم من مشاركتنا لهذه المناسبة التي تعودنا على أن تكون مناسبة سعادة وبهجة وفرح بوجودهم، وتذكرنا بالمواقف الجميلة التي عشناها معهم بحلوها ومرها، ومهما اعتقدنا أننا سننسى أو نتناسى فلن يكن ذلك، فطبيعة المناسبة وأهميتها والذكريات التي مرت في المناسبات السابقة تجعلنا أمام واقع اللانسيان.
مناسبة العيد مناسبة تمثل لنا نقطة تحول مهمة في حياتنا وبأي حال سنعيشها كما عشنا سابقاتها، وأن العين لتدمع وأن القلب ليحزن على من شاركونا الأعياد الماضية ولم يشاركونا هذا العيد، لكن هذه سنة الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ولولا نعمة النسيان المؤقت وإيماننا لهلك الناس من أحزانهم، ولتوقفت الحياة بالاكتئاب، ولانتحر الكثير من الناس الذين لا يحتملون فراق من يحبون، لكن الله جعل فينا من الدفاعات النفسية اللاشعورية ما يحمينا من هذا الهلاك.
وبحلول هذا العيد هناك تحولات كثيرة منها ما حدث على مستوى الدول ومنها ما كان اجتماعيا وشخصيا ومهنيا وأكاديميا ما يجعلنا نقف مع أنفسنا لحظات تأمل واستدراك وإعادة نظر في الكثير من الأمور كوننا مررنا بعام منذ عيد الفطر الماضي.
سندخل إلى عام آخر يتطلب منا أن نبحث ونستحث ونركز على كل ما يعزز استمرارنا في الحياة بتفاؤل وأمل وإقدام من أجل أن تستمر الحياة ليس لمجرد الاستمرار، لكن من أجل أن نكون مصدر إشعاع للسعادة لنا ولمن حولنا ومن نحن مسؤولون عنهم من منطلق الواجب والمسؤولية والعطاء ومجاهدة النفس، وأن نزيد من استخدام جرعات العقل قليلا على حساب العاطفة المتأثرة حتى يتغلب المنطق والتفكير العقلاني الواقعي على العواطف ومشاعر الأسى والحزن، وأخيرا فالحياة لن تتوقف على أحد منا، ولن يتوقف الناس عن دورهم في استخلافهم على هذه الأرض وإعمارها. وكل عام وأنتم ومن تحبون بأفضل خير وصحة وعافية.

www.aleqt.com/2011/08/29/article_574370.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 338


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (14 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.