المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
وزارة للسياحة والآثار
وزارة للسياحة والآثار
12-31-2011 07:19




أعتقد أن الرؤية أصبحت أكثر وضوحاً بالنسبة للسياحة الداخلية واكتمل الكثير من الدراسات وتم إعداد الخطط الاستراتيجية حول حجم السياحة في المملكة، وإن حجم السياحة في المملكة يشغل أهمية متزايدة في الاقتصاد السعودي وبدأت الأرقام تزيد على التوقعات.
الشيء المهم الذي يجب أن نتنبه له هو نسبة استحواذ قطاع السياحة من الناتج المحلي الإجمالي، فقد قرأت أن السياحة تساهم بـ 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وقد اندهشت لهذه الصناعة الفتية كيف وصلت إلى هذه النسبة في غضون سنوات قليلة إذا ما قارناها بالناتج المحلي للصناعة، التي تعتبر المدللة بالنسبة للسياحة من ناحية عمر الصناعة في البلد الطويل ولها وزارة وفروع في المناطق وتحظى برعاية كبيرة من الدولة من حيث التسهيلات وتوفير البنية التحتية إلى درجة الدلال ومع ذلك فهي بعد كل هذا العناء والاستهلاك والمشكلات التشغيلية لا تبتعد عن السياحة إلا بقليل جداً من المساهمة في الناتج المحلي.
السياحة في السعودية هي رغبة كل إنسان والناس هنا يرغبون في السياحة الداخلية بحكم التركيبة الاجتماعية للمجتمع ولكن كل ما حاولوا التفاؤل أصيبوا كل سنة بالإحباط، لعدم تحقيقها ما يريدون كسياحة نظيفة مقارنة بأقل الدول إمكانات، وأعتقد أن لهذا الإحباط مبرراته، فمشكلات التنقل والحجوزات قضية القضايا وعدم إحساس الناس بأن المال الذي يدفعونه لا يحقق لهم المزايا كشراء خدمة سواء على مستوى الفنادق أو الطيران والمطارات والأماكن السياحة يجعل السياحة مكلفة نفسيا ومادياً.
أعتقد أنه قد حان الوقت أن تصبح الهيئة العليا لسياحة الآثار وزارة للسياحة والآثار بدون تضخم هيكلي للنتائج الجيدة التي حققتها الهيئة والأعباء الملقاة عليها بعد ضم قطاعات جديدة إليها، ومن أجل أيضاً أن يكون لها دور تنفيذي ومواز للوزارات الأخرى وإعطاؤها الكثير من الصلاحيات التنفيذية والتشريعية لكي تستطيع أن تصنع السياحة التي تعتبر (النفط الدفين) وأتوقع في حالة نمو السياحة أن نفاجأ بإسهاماتها في الناتج المحلي، وقد نعيد ترتيب أولوياتنا واستراتجياتنا التنموية والاقتصادية.
عندما تسمع وتقرأ هذه الإيجابيات للسياحة وفي الوقت نفسه تجد المستثمرين يستغيثون بالتدخل العاجل وإعطاء السياحة نفس اهتمام الصناعة من حيث التمويل وتوفير الأراضي الميسرة والتشريعات والدعم للمشاريع السياحية تندهش وتتساءل: كيف نرفض ونعوق مثل هذا الخير لبلدنا؟
وقد سبق أن التقيت أحد المستثمرين في هذا المجال الذي حكي لي حكايات من الإحباط لأنه يريد أن ينشئ مصحات استشفائية والناس أفواج يذهبون خارج المملكة من أجل السياحة العلاجية. أتمنى أن يتفق الفرقاء الحكوميون ويعجلون في الدعم والدعاية والتسهيلات.

www.aleqt.com/2008/08/11/article_13227.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 314


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.