وماذا بعد 99 %
12-31-2011 07:27



ما أن خرجنا من دوامة القبول في الجامعات بسبب قلة الكراسي الدراسية وافتتاح مزيد من الجامعات وفرص الابتعاث إلى الخارج حتى دخلنا في دوامة أخرى وهي القياس والتقويم، وبذلك يدخل الطالب أو الطالبة في مثلث (برمودا) الفريد في بلدنا ما بين التعليم العام ومركز القياس والجامعات.
سأحاول أن أنقل تجربة شخصية لمزيد من الواقعية عندما حصلت ابنتي على نسبة 99.4 في المائة في الثانوية العامة قسم علمي مع مرتبة الشرف، وفي مدارس حكومية وبمجهودها الشخصي وبدون أي دروس خصوصية، وكانت ترغب في الطب، وبعد أن دخلت اختبار التقويم حصلت على 83 ثم فوجئت بأنها قبلت في كلية أدبية!؟
السؤال هنا.. ماذا بعد 99 في المائة..؟! وما هو مطلوب من الطالب أو الطالبة بعد ذلك؟ وهل عدم التناغم والتوافق بين أضلع المثلث الفريد لا بد أن يتحمله الطالب؟ وماذا عن الميول والرغبات والأحلام والقدرات الشخصية؟
هناك كثير من التساؤلات التي لعلي أجد لها إجابة عندكم.
هل نحتاج إلى أن نجرب في الناس أم نتطور ونطورهم معنا؟
فمتى نتخلص من عقدة القبول والقبول الإجباري؟! ومتى نتخلص من الجامعة لمجرد الجامعة والوظيفة لمجرد الوظيفة حتى نصل إلى مخرجات تعليمية ووظيفية مبدعة ومنتجة؟
وهل نحن بتلك الكثافة السكانية وقلة الموارد المالية بحيث لا نجد حلا لمثل هذه الأمور؟
نحن نعيش جيلا أجبر على أن يختار تخصصا لا يرغب فيه، لأنه يريد أن يحصل على الشهادة الجامعية ويتوظف بها ويعيش تاركا وراء ظهره كثيرا من الأحلام والطموحات وانعكس ذلك على الأداء العام لجهازنا الحكومي وقلل من فرص الإبداع والابتكار.
اليوم هل نكرر التجربة نفسها مع الأبناء ونستسلم للواقع ونوجد جيلا محبطا لأنه لم يحقق ما يريد أو يرغب فيه؟
نسبة الـ 99 في المائة كشفت المستور من خلل في المستوى التعليمي وأنظمة تقويم خاصة تنافس فيها كل جامعة وقسم عن الآخر وقياس وتقويم لم يراع الفوارق الحضارية والواقعية والتعليمية بالرغم من أهمية ودوره في مجتمعات أخرى.

www.aleqt.com/2009/09/07/article_271239.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 322


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.