يخبط في الحلل
12-31-2011 07:34




هذا مثل مصري يقال عادة للأشخاص كثيري الكلام واللجة والاستعراضات قليلي الأفعال, ويقال لمن يريد أن يسمع الناس عمله ولكن في حقيقة الأمر لا يقوم بشيء, ومن يضع الخطط الوهمية وغير المنطقية وواقعية لخدمة أغراض إعلامية أو شخصية .
هذا المثل يمكن أن نستفيد منه في اقتصاديات الحياة, ويمكن للدولة وللمؤسسات والأشخاص توظيف تلك الاقتصاديات كممارسة سلوكية مخططة فتكاليف الحياة أصبحت صعبة ولا تحتمل المجازفات والأشخاص الذين يخبطون في الحلل .
اقتصاديات الحياة هو موضوع الساعة ويفهم بأكثر من طريقة ومن أهم مفاهيم تلك الاقتصاديات تحديد ماذا نريد وكيف نستغله الاستغلال الأمثل، وكيف نحدد أولوياتنا وبدائلنا في الحياة أو أي عمل أو مشروع ما وكيف نقيم الأمور ونستغل الموارد سواء بشرية أو مالية أو بيئية أو مواد الاستغلال الذي يحقق عوائد مادية ومعنوية مع جودة شاملة .
عشوائية الأمور لا تخدم الشخص الذي يريد أن يخطط لميزانيته وموارده وأيضا على المستوى المؤسساتي لأن تلك الشوائب تصبح عائقاً أمام الاستغلال الأمثل للموارد وفي الوقت نفسه تصبح من الصعب على أي شخص أو مؤسسة أن تقييم الأفعال والإنتاج والأحلام والمشاريع الحياتية.
اقتصاديات الحياة أن تعرف وتجدد وتستغل الطاقات والقوى الكامنة داخلك وداخل الآخرين وتستفيد من توظيف تلك الطاقات بشكل إيجابي وتقلل السلبيات بالمقابل.
اقتصاديات الحياة تتطلب معرفة إمكانات الموارد ومدى حاجتك إليها, فمن الخطأ أن تبني بيتاً يزيد على حاجتك ثم تكتشف أنك تتخبط وتدور في الغرف وتستلف من الناس ومن البنوك لمساحات لا تستغل, وهذا ينطبق على أي منشأة ومبنى أو تجهيز بشري وتقني ثم نجد أن تكلفة تشغيلها تفوق كثيرا ما تقدمه من خدمات وبالتالي ندخل في عوائق كونها تصبح عبئاً اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً وتجد من الصعوبة بمكان دعمها وتطويرها بعد كل تلك الخسائر .
اقتصاديات الحياة هي أيضا حلول لأخطائنا السابقة من خلال إعادة الاستغلال الأمثل للواقع بسلبياته وإيجابياته فالموارد غير المستغلة والقدرات يمكن استغلالها من منظور تلك الاقتصاديات بمفهومها الشامل أو النوعي .

www.aleqt.com/2007/02/10/article_7864.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 490


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.