لا تخليها على طمام المرحوم
02-08-2012 06:27
من النعم علينا في هذا البلد الرغبة الصادقة والملحة والمتكررة من القيادة لرفاهية المواطن السعودي وسعادته، ومن الواجب علينا أن نتحدث عن هذه النعم بقدر ما نتحدث عن ما يعكر الصفو والسعادة، قال تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث".
المسؤولون والموظفون الذين يعملون في القطاع الحكومي هم مواطنون قد يعاني بعضهم من رهاب التحدث عن الإنجازات وخطوات البناء والشفافية ويفضلون عدم الرد على الانتقادات والتصريح للمجتمع، وأصبح البعض منهم خائفا من النقد والمسؤولية دون منطق، وبات كل مسؤول يلقي المسؤوليات على الغير بحجة أنها ليست من اختصاصه، وهكذا ندخل في دوامة من اللامسؤولية والسلبية التي بدورها تنعكس كإحباط للمواطن لا إسعاده.
من الواجب على الدول أن تسوق لنفسها اجتماعيا بإبراز الإنجازات مهما كانت نسبتها وحجمها ومراحلها، فليس من العدل أن تترك لكل من هب ودب أن ينتقد منجزاتنا ويقلل من نجاحاتنا، توجهه أهداف شخصية، وغير علمية وبعيدة عن المنطقية، وكأن الناس في البلد لا يعلمون شيئا، ومن المؤسف أن الانتقادات تجاوزت معايير النقد البناء إلى النقد المحبط، للرغبة في الظهور الإعلامي ولفت الانتباه وباتت هذه الأفكار مسيطرة على عقلية وذهنية الكثيرين ممن امتهن التقليل من منجزاتنا الحضارية والتنموية.
وفي المقابل هناك صمت من الأجهزة الحكومية وهو ما أكد الإضرار بمنجزاتنا وبما يتحقق لنا على أرض الواقع من مشاريع هدفها تنمية وتطوير المجتمع، وهذا التقصير من بعض الجهات غير منطقي بل وغير عادل ولا يوجد نوع من التوازن في الطرح، خاصة أن خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ قد أكد في أكثر من مرة أن على كل جهة حكومية كتب عنها شيء ينافي الحقيقية أو يقلل من إنجازاتها بأن عليها أن تبادر فورا بالرد وفق ما لديها من معلومات، وهنا أكد الملك ــــ حفظه الله ـــ على المبادرة وتقديم المعلومة وأن هذا السلوك يجب أن يكون قاعدة يتم العمل بموجبها.
لا يخفى أن بعض الدول ومنها الخليجية تبنت إنشاء إدارات حكومية للتسويق والعلاقات التجارية والاجتماعية للترويج لأنشطتها وإنجازاتها ووظفتها لصالح رفع الروح المعنوية للناس، وليس بالضرورة أن يكون الهدف ماديا بقدر أن يكون تسويقا يتم من خلاله نشر القيم الإيجابية وبناء صورة ذهنية واعدة ومتطورة تعزز السلوك الإيجابي لدى أفراد المجتمع وتحد من السلوكيات السلبية وغير المتفائلة والمحبطة. وهي بذلك تتعدى دور المبادرة في الرد إلى المبادرة في العرض والتسويق للإنجازات وبث روح التفاؤل والتعاون والمشاركة في الإنجاز.
من أصعب الأمور على أي بلد أن يفقد المواطن الثقة بالدولة وأن يهدد السلم الاجتماعي وأن تطغى المعتقدات والمصالح الفردية على المصلحة العامة تحت حرية التعبير التي تتعدى حدود النقد الموضوعي وتتجاوز على حقوق الآخر من خلال التجريح والتشهير بقصد الإثارة والبعد عن المصداقية والموضوعية ودقة المعلومة.
التقارير الدولية تتحدث عن المملكة وعن رغبتها الصادقة والعملية للخروج من عباءة العالم الثالث بل تثمن الإنفاق الحكومي على قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والأمن والشؤون الاجتماعية، بل والنمو المتزايد في المجالات كافة، وجعل كثير من الهيئات الدولية تنظر إلى المملكة بإيجابية ورغبة في مشاركتها والتعاون معها والمساهمة في جهدها لتطوير حياة المواطن السعودية ورفاهيته وإسعاده.
أعتقد أنه حان الوقت للمبادرة الفورية بالرد على أي تجاوز في التعبير أو في محاولة التقليل من منجزاتنا الحيوية الجبارة، كما أنني أعتقد أنه قد حان الوقت للمبادرة إلى تسويق الإنجازات والأعمال والأفكار اجتماعيا، واستخدام القانون لرفع أي دعوى ضد النقد الكاذب البعيد عن الموضوعية الذي يعتمد على أقاويل المجالس دون مصداقية وموضوعية، كونه يهدد السلم الاجتماعي ويعزز ثقافة الإحباط على التفاؤل والإنجاز.
------------------ ---
رابط المادة على موقع جريدة الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2012/02/08/article_624484.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|