سلمان التاريخ والذاكرة والإدارة والالتزام
06-26-2012 05:40
الجموع الغفيرة من المواطنين الذين امتلأت بهم قاعات قصر الحكم جاءوا من كل مكان لمبايعة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع. والحديث عن سلمان الخير يطول ولا تسعه كتب ومجلدات، كيف لا، وهو الذي نذر نفسه لخدمة هذه البلاد الطاهرة منذ نعومة أظفاره، وكيف لا وهو الذي امتدت أياديه البيضاء إلى أبناء هذا الوطن المعطاء كافة، وفي المجالات كافة.
وعندما نقول المجالات كافة، فنحن نقصدها، فلمسات وتوجيهات وآراء سلمان بن عبد العزيز، تجدها في التعليم والصحة والتعليم العالي، والبناء العمراني وتخطيط المدن، وبناء قواتنا المسلحة وإعدادها لحماية الوطن، وهو كذلك بين أبنائه الأيتام وأصحاب الحاجة من الفقراء والمعوزين، فضلا عن وجوده واهتمامه بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ورعايتها. ومن ينسى وقفاته ورعايته ودموعه العزيزة، وهو بين أبناء الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ''إنسان''، ومن ينسى رعايته جمعية الأطفال المعوقين، بأن رأت النور قبل نحو ثلاثين عاما، وإلى اليوم.
سلمان بن عبد العزيز، أيضا صديق للقلم والإعلاميين، وقارئ حصيف، على يديه كانت دارة الملك عبد العزيز، التي تعنى بتاريخ الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وتاريخ المملكة، واهتمامه وتوجيهاته تم إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية، وفي مجلسه الأسبوعي الذي يكتظ بالناس من مختلف مناطق مملكتنا الحبيبة، تجدهم من مختلف المشارب والميول ويقابل الجميع بابتسامه وسؤال ولطف وتواضع قلَّ مثيله، حتى يخيل لك أنه يعرف الجميع.
من الأمثلة العديدة الصارخة على إبداع هذا الرجل وتميزه، دعمه جامعة الملك سعود، ودعم مشاريعها الوقفية، وتشجيعه فكرة الكراسي البحثية بل ورعايته لها، حتى غدت على ما هي عليه اليوم من تميز وتحقيقها قفزات عالمية.
ليس هذا فحسب فمن سيقف لمراجعة مسيرة هذا البطل، لا بد أن يتوقف مليا أمام إنجازاته الكبيرة أثناء توليه إمارة منطقة الرياض، وكما أحب أن أسمي عاصمتنا الحبيبة الرياض، بأنها عاصمة المدن، وهذه حقيقة، فالرياض ليست مدينة إنما هي مدن متعددة، والذي يسكنها يعرف هذه الحقيقة. أقول إنه لم يكن لهذه العاصمة أن تكون بمثل هذا التوهج والتطور لولا النظرة الطويلة المدى للأمير الذي خططها ورافق مسيرتها ونهضتها حتى عصرنا الحالي وهي تتشح بكل هذا الجمال والحركة والنشاط.
تلك الجموع الغفيرة التي ازدحمت واكتظت بها أروقة قصر الحكم والتي جاءت من مختلف مناطق المملكة، لمبايعة سلمان الخير، لم يدفعها إلا الحب لهذه القامة المهيبة، هؤلاء الناس جاءوا بدافع من الثقة والولاء لا أكثر، فهم قد خبروا سلمان بن عبد العزيز، وهم يعرفونه، ويدركون كم هم في قلبه وأنهم شغله الشاغل، وقبل كل هذا يعلمون صدق إيمانه، ويتذكرون كلماته وخطبه التي عادة ما يرتجلها مباشرة دون إعداد مسبق.
كل من عمل مع الأمير سلمان بن عبد العزيز، يعرف دقته في الأعمال والمهام اليومية، ويكفي أن نعلم أنه إبان توليه إمارة منطقة الرياض عرف عنه - حفظه الله - الحضور المبكر إلى مقر الإمارة لمتابعة معاملات المواطنين، وأنه كان يبقى في مهام عمله حتى وقت متأخر من اليوم، وكان هذا ديدنه الدائم - سلمه الله.
لا تبقى لنا إلا الدعوات المخلصة أن يسدد الله خطواته ويوفقه لكل خير.
---------------------------------------------------------
نشرت المادة في جريدة الاقتصادية على الرابط التالي:
http://www.aleqt.com/2012/06/26/article_670039.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|