المفهوم الحديث للبلدية هو التحدي أمام الأمين
07-03-2012 06:39
أكثر المدن تطورا في العالم هي تلك التي تلبي حاجات ساكنيها وتحتضنهم ولا تكون طاردة، من سهولة التنقل ووجود المتنفس ووسائل الترفيه، فضلا عن البيئة الصحية النظيفة. ويفترض في العاصمة الرياض ألا تكون استثناء فهي واحدة من المدن العالمية بكل ما تعني الكلمة، حيث تجد فيها التنوع العمراني والبشري، ولا تخطئ العين تطورها واتساعها. وأمام الزحام والاختناقات المرورية تلمس التذمر والشكوى الدائمة، ويكاد يتفق الجميع على أن رحلتك لقضاء أي مهمة عمل ستكون ناجحة لو تم إتمامها قبل انتهاء أوقات العمل الرسمية، لكن زحام المركبات واكتظاظ الطرق بالسيارات ليست المعضلة الوحيدة رغم أهميتها البالغة لنا جميعا، ونعلق آمالا واسعة على دخول النقل العام – الباصات – بعد إعادة تنظيمها وتفعيل عملها كما هو معمول به في جميع مدن العالم، كذلك ننظر بتفاؤل للقطار – المترو - داخل المدينة، فضلا عن توسعة الطرقات وإعادة هندستها بما يتواكب مع كثافة السيارات. أقول إنه رغم أهمية معالجة الزحام فإنها ليست القضية الوحيدة التي يجب على أمين مدينة الرياض الجديد، المهندس عبد الله المقبل، أن يلتفت لها، فهناك جملة من المواضيع التي يتطلع سكان العاصمة أن يوليها أمينها الجديد عنايته واهتمامه ومنها وضع البلديات الفرعية المنتشرة في أرجاء العاصمة والتي تحتاج لمنحها المزيد من الصلاحيات حتى تقوم بدورها وتحمل مسؤولياتها في تنمية الأحياء وتطويرها وكذلك الإشراف المباشر بدلا من الأمانة على المشاريع البلدية التي لها علاقة أيضا بالخدمات الاجتماعية من خلال تخصيص مواقع للشباب وكبار السن، وغيرها.
دون شك ونحن نتحدث عن مدينة الرياض فإننا نذكر أمينها السابق الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف، الذي له جهود كبيرة لمسها القاصي والداني وله إنجازات تذكر وتشكر، فهو لم يدخر جهد إلا بذله، فقد كانت له جهود ومبادرات لتطوير أعمال التخطيط العمراني في المدينة ومبادرة التطوير الشامل للمخططات واعتماد اللا مركزية في إدارات الرخص ومبادرة الرخص الفورية وتيسير إجراءات البناء خاصة السكني، وهو قد نجح أيضا في استثمار العوائد البلدية مثلما حدث مع شركة الرياض للتعمير التي كانت تحقق مكاسب في حدود الـ700 ألف في السنة وتمكن بحزمة من الإجراءات من رفعها لتصل الأرباح إلى أكثر من 130 مليون ريال سنويا. وإن كان كثير من الخطط التي تم البدء في تنفيذها مثل برنامج ممرات المشاة في أحياء وشوارع المدينة، وساحات البلدية للأطفال والشباب والكبار وبرنامج البرحات البلدية في الأحياء، وغيرها جميعها مشاريع تم تنفيذ بعضها ولم تكتمل، وأعتقد أننا نحتاج في العاصمة إلى أن تستمر مثل هذه الجهود، ومنها إنشاء المزيد من الحدائق العامة والتوسع في هذا المجال حتى تتحقق الرؤية من أن تكون الرياض عاصمة خضراء وصديقة للبيئة، وتبعا لذلك فإنه يجب الاستمرار أيضا في إنشاء مواقع مخصصة لممارسة رياضة المشي، وقد شاهدنا جميعا كيف أن مواقع ممارسة رياضة المشي مكتظة ومزدحمة بالناس. كذلك زيادة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية مثل دعم الأنشطة المسرحية الموجهة للشباب أو للنساء، وأعتقد أيضا أن هناك أهمية لتفعيل دور عمد الأحياء، وقد يتحقق هذا بمزيد من التنسيق مع الإمارة. أعتقد أن على الأمين الجديد المهندس المقبل، أن يولي العمل البلدي عنايته وأقصد العمل البلدي بمفهومه الشامل. وأن تصبح البلدية بوابة ساكني الحي لكل الخدمات وأن تتولى البلدية من خلال مجلس الحي بالتنسيق والتطوير والمساهمة في تخطيط الحي والاتصال والتنسيق مع بقية الخدمات الأخرى كالمياه والكهرباء والصرف الصحي والخدمات الاجتماعية والصحية، نريد أن يتم تمكين رئيس البلدية ليفعل دور الحي بدل تفريغه من محتواه الاجتماعي، بالعمل على تنفيذ وفتح منافذ للأنشطة الإنسانية والاجتماعية والثقافية. وأخيرا نريد أن يكون الحي هو مركز الجذب والاحتواء لجميع فئاته العمرية.
----------------------------------------- --
تم نشر المقالة في جريدة الاقتصادية على الرابط التالي:
http://www.aleqt.com/2012/07/03/article_671860.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|