اكتشف أفكارك قبل الفوات
12-28-2011 06:09
د. عبد الله الحريري
من أشد الأمور التي تواجه التواصل بين الناس وفقدان العلاقات سواء كانت صداقة أو زمالة أو أخوة أو علاقة زوجية .... إلخ من العلاقات سواء الحميمة أو الرسمية ما نطلق عليه نحن المعالجين النفسيين "سوء الفهم" من طرف تجاه آخر إلى جانب سوء الفهم المركب.
ومن أسباب سوء الفهم وأهمها التفسير السلبي والتأويل السلبي وأيضا المعتقدات السلبية تجاه الآخر وقد أكد ذلك الكثير من علماء النفس وبالذات علماء العلاج السلوكي المعرفي وعلى رأسهم "ألبرت أليس" الذي وصف في نظريته المشهورة أن ما تعانيه البشرية من اضطرابات ومشاكل نفسية عديدة هي ليست من المواقف والأحداث التي يتعرض لها أولئك الناس وأن ردود الفعل الغاضبة والعدوانية والمضطربة هي ليست أيضا من جراء تلك الأحداث بشكل مباشر دون المرور بمعتقدات الأفراد وأفكارهم التي إما أن تكون تأويلية أو تفسيرية أو اعتقاديه وفي ضوء ذلك تكون ردة الفعل.
وعندما نحلل تلك الأفكار عند أولئك الأفراد وبحضورهم ومن خلالهم نجد أن هناك الكثير من الأخطاء المعرفية الفكرية أو الإدراكية التي تعتبر من أهم مخزونهم الفكري وهو الذي يقود أفكارهم وسلوكهم تجاه الآخرين .
ويندهش البعض بأنه لا يشعر بمثل تلك الأحاديث السلبية مع الذات في مواقفه الاجتماعية وأثناء اتخاذه لقراراته تجاه الآخرين لأنها كما علمنا ومن خلال الأبحاث عادة ما تتجه لتكون عادة فكرية ثم تصبح أفكارا أوتوماتيكية سريعة أثناء المواقف، وعندما نخضعه لجلسات الاسترخاء مع تخيل واستدعاء المواقف تظهر له ولنا تلك الأفكار والأحاديث السلبية والإلزامية التي تجعله في حالة من الاضطراب وردود الفعل غير الناضجة والمتزنة.
ويأتي سوء الفهم في العلاقات نتيجة لهذه الآلية الفكرية ومما نحبذه للأفراد الذين لديهم مشكلة في علاقاتهم وبالذات الحميمة أن يراجعوا أنفسهم وأفكارهم قبل كيل التهم والافتراءات على الآخرين لأن الدراسات أكدت أن عدم مراجعة الإنسان لأفكاره السلبية ومحاولة تصحيحها سيكون مآله بعض المشكلات التي لها علاقة باضطرابات التفكير والاكتئاب والشكوك والضلالات المرضية وعليه عندما يشعر بذلك يفضل الامتناع عن مجالسته.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|