الإدارة بدون «هش ونش»
12-28-2011 06:12
د. عبد الله الحريري
أي تطور في الحياة يبدأ بفكرة، وأيضا كل اختراع بدأ بفكر وفي ضوئه تطورت حياة الإنسانية، وتحسنت أحوال البشر وأصبح الإنسان يستمتع بنتائج تلك الأفكار.
وفي الوقت نفسه فالأفكار بدون إرادة تدفعها إلى الواقع لا قيمة لها بل قد تؤدي بصاحبها إلى الإحباط وعدم التفاؤل.
وعندما تسيطر لغة الانسحاب ومحاربة الأفكار في النظام المؤسساتي يشل ذلك من قدرتها على النمو والتطور، ويصبح ذلك النظام أحد معوقات التنمية والتطور في أي بلد.
مؤسساتنا تأن من وطئة المسؤولين المخلصين الخائفين من الأفكار الجديدة التي يعتقدون أنها قد تهدد مراكزهم الإدارية فيفضلون الركود والركون في الزوايا المظلمة البعيدة عن الأضواء، فقد تعلموا من أساتذتهم أن الأفكار والتجديد مضر بالصحة وأن الأضواء تؤدي للمزيد من الحساسية، لذا ومن الأفضل لهم للمزيد من البقاء والديمومة على الكرسي ألا يضروا صحتهم «وأن يمشي عدل حتى يحتار عدوه فيه».
هناك كثير من الإصلاحات الإدارية التي تمت خلال هذه السنوات التي كنا نتوقع منها أن تخلق جوا عاما من الحراك الإداري ومزيدا من التطور وحل كثير من الإجراءات المعقدة التي عقدت كثيرا من الناس في شؤون حياتهم. ولكن كانت النتيجة لا تتفق مع الهدف من تلك الإصلاحات الإدارية، فمن تولى قيادة بعض تلك المؤسسات والهيئات لا غبار عليه من حيث الإخلاص والأمانة والحضور والغياب وإكمال اللازم وللدراسة وتشكيل لجنة.. إلخ.. ومع الوقت تجمدت تلك المؤسسات والهيئات حتى إشعار آخر.
ومع الوقت يصبح مسؤولو تلك المؤسسات أصحاب معتقدات ومنظرين إداريين يحاولون أن يسيطروا على القرار والإرادة كنوع من الحماية اللاشعورية للحد من الاختراقات الخارجية والأفكار الجديدة التي قد تزعزع استقرارهم النفسي.
هذا الجيل من المسؤولين غير القياديين من أكثر التحديات التي تواجه خروجنا عن عباءة العالم الثالث.
وأحسن ما فيهم أنهم مسالمون (لا يهشون ولا ينشون) وكل شيء عندهم على ما يرام.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|