ضيافة الأطفال منجم استثماري للمرأة
08-20-2013 08:47
اختلفت حياتنا المعاصرة عما كان سائدا ومعروفا في أزمان ماضية، بل إن الوقت الحالي بات يحتاج منا إلى مؤسسات معنية ومتخصصة تساعدنا على التفرغ لمهام أعمالنا وسعيا لكسب الرزق. حياة اليوم كما يطيب للبعض وصفها بأنها محملة بالتعقيد والتهافت والركض المجنون نحو الأعمال والمهام الوظيفية والالتزامات الاجتماعية، فضلا عن إشباع الحاجات الذاتية، لها دوافع من الطموح والأمن والاطمئنان المعيشي.
اليوم لم يعد هناك فرق بين الرجل والمرأة، بل الأدوار الاجتماعية باتت متشابكة فالمرأة تطورت عملية إنتاجيتها وباتت شريكة ولاعبة رئيسة ليس في منزلها وحسب، إنما باتت جزءا من المجتمع ككل، وكما يقال باتت تساعد وترفد الزوج في مهامه اليومية، فهي أيضا موظفة تخرج صباحا من منزلها وتتوجه لمقر العمل، ثم تعود للمنزل وتعمل، وإذا أمعنا النظر جيدا سنجد هذه المرأة أكثر إنتاجية وحيوية وتفاعلا مع متطلبات وحياة أسرتها وبيئتها التي تعيش فيها.
غني عن القول إن هناك تصاعدا وفتح مجالات وظيفية جديدة لهذه المرأة، بل باتت كثير من الأعمال لا يمكن أن يقوم بها سوى المرأة نفسها، وجميعنا نعلم الفوضى التي كانت سائدة وموجودة في سوق العمل، حيث كان الوافدون يعملون في وظائف نسائية بشكل سافر وعلني ودون حياء أو خجل، وزارة العمل أخذت منذ سنوات إجراءات تصحيحها فبدأنا نلمس خلال هذا العام أثرها، وبتنا نشاهد المرأة عنصرا فاعلا يحتل المواقع الجديرة بها في خدمة بنات جنسهن، سواء في مجال التجارة أو في مقار عملهن في الأقسام النسائية في الشركات والمؤسسات المختلفة. وأثبتت الفتاة السعودية أنها على قدر المسؤولية والتحدي ونجحت، لأنه عرف عنها الجدية وحب التعلم والتدريب، والاعتماد على النفس والإنتاج والاكتفاء وسد الحاجة بهذا العمل الشريف. والمرأة السعودية عرف عنها الجدية والمثابرة والتطلع نحو المستقبل بتفاؤل وعمل، وهي تستحق جميع الفرص التي أتيحت أمامها اليوم. في هذا السياق أتذكر ما حكاه لي أحد الأصدقاء عن شقيقته التي انتهزت فرصة فكرة إنشاء مشروع مراكز ضيافة الأطفال الأهلية، وهو مشروع متاح من وزارة الشؤون الاجتماعية، والجميل أن الوزارة وضعت الشروط والمواصفات لهذا المشروع كاملة أمام كل زائرة وراغبة في الاستثمار وإنشاء مشروعها الخاص على موقعها على شبكة الإنترنت، يحدثني صديقي أن جميع أفراد الأسرة نصحوا شقيقته بأن تحفظ نقودها الشحيحة وألا تهدرها على مشروع غير مأمون وغير مجرب على نطاق واسع، يقول إنها أصرت ورفضت أن تصغي لكلمات التهوين والإحباط والتقليل من شأن مشروعها. اليوم بات واضحا أن مشروع مراكز ضيافة الأطفال أثرى ويفعل دور المرأة في المجتمع، بل إنه زاد من فرص العمل وهو يتوجه نحو رعاية الطفولة والعناية به. وفكرة مراكز ضيافة الأطفال باختصار تقوم على تقديم أنشطة تربوية وترفيهية هادفة لمدة زمنية محددة خلال اليوم للأطفال الذين يلحقهم ذووهم بهذه المراكز وتم تقسيم الفئات العمرية إلى ثلاث فئات من حديثي الولادة حتى ما قبل الثانية من العمر والفئة الثانية من السنة الثانية إلى ما قبل السنة السادسة، والفئة الثالثة من السنة السادسة حتى السنة العاشرة من العمر. صديقي عاد ليبلغني أن شقيقته نجحت بشكل كبير جدا، وإقبال النساء على ترك أطفالهن في المركز الذي أنشأته كبير جدا، فهي تستقبل الأطفال خلال فترة الصباح للأمهات اللاتي يعملن في وظائف صباحية من معلمات وطبيبات وغيرهن، ولا يردن ترك أطفالهن بين يدي العاملة المنزلية، وأيضا يعمل مركزها خلال فترة المساء لاستقبال الأطفال الذين تضطر الأم لأي ظرف اجتماعي بتركهم، مثل مناسبة زواج أو نحوها. فكرة مشاريع ضيافة الأطفال فكرة مبتكرة وهي حقل حيوي استثماري مهم أدعو كل فتاة لزيارة موقع وزارة الشؤون الاجتماعية، والاطلاع على الضوابط التنظيمية وإجراءات فتح مثل هذه المراكز، وأعتقد جازما أننا ما زلنا في حاجة ماسة إلى التوسع في إنشاء مثل هذه المراكز فقد حدثت زيادة كبيرة في توظيف النساء، وهن يحتجن إلى حاضنات تعمل بشكل قانوني ومرخصة.
----------------------------------------------
تم نشر هذا المقال في جريدة الأقتصاديه صفحة الرأي على هذا الرابط
http://www.aleqt.com/2013/08/20/article_779560.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|