حل مشكلتنا هو الزواج أو الطلاق
07-05-2014 05:00
لفت انتباهي الشكوى المتكررة من الفتيات خلال الممارسة العيادية شعورهن بحالة من الحزن والاكتئاب والإحباط، لأنهن لم يتزوجن وانه ربما يفوتهن قطار الزواج.
وفي المقابل أخريات مررن بتجربة طلاق أو خلع ووضعن نظرة المجتمع عائقا أمامهن، وأصبحت تلك النظرة رصاصة الرحمة على مستقبلهن, وهناك من تمر بعلاقة تسمى الحب وتكتشف أنها ليست لها علاقة بالحب لا من أولها ولا من أخرها.اليوم بعض الناس استطاعوا التخلص من الكثير من الأفكار والمعتقدات الخاطئة والسلبية الني كانت تحول أو تكون عائقا أمام الحياة والأمل والتفاؤل, لكن مازال البعض أسيرا لها ولا يريد أن يتخلص منها أو قد يجهل أسرار وأساليب وطرق ومفاتيح الحياة بمفهوم السعادة وتحقيق الذات.
فكثير من الفتيات والأهالي يتبنون أو يتداولون كلمة "العنوسة" ويلصقونها بالفتاة. أما الفتى فلا تنطبق عليه!! علما بأن هذه الكلمة المتداولة ليس لها أساس علمي، فليس هناك -على المستوى العلمي- ما يسمى العنوسة أو سقف أو عمر للزواج وكلها مجرد أقاويل ومحبذات ومرغبات.
فالمرأة أو الرجل يستطيع أي منهما الزواج متى شاء وفي أي عمر وعلاقة الشراكة والصداقة والحب والمودة والرحمة ليس لها حدود زمانية أو مكانية فأهم شيء التوافق.على صعيد آخر هناك أيضا اعتقادات خاطئة تؤدي للإحباط والاكتئاب وهي الاعتقاد بأن الصعوبة تكمن في الزواج أو الطلاق، لكن في الحقيقة أسهل شيء الزواج والطلاق فهي كلمات تنطق بالقبول أو عدم القبول بالارتباط وبالاستمرارية ويباركها الآخرون وتوثق شرعياً. لكن أصعب شيء في أي علاقة وبالذات في العلاقة الزوجية أو الزواجية التوافق وكثير من الناس يتزوجون ويعيشون حالة من التكيف والتوتر والقبول بما تيسر من أدنى مراحل التكيف حتى تسير الحياة ويحافظون على الأولاد في بيت واحد. ومنهم من يعتقد أن الحياة الزوجية حياة تملك وعدم احترام وعدم إيمان بحقوق الآخر والضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط في علاقته الزوجية، وينسى أنه ابن ناس، وهي بنت ناس. وهذه العلاقات التي يمكن استبدالها بعلاقة أخرى لكلا الطرفين في حالة عدم التوافق, ليست كعلاقاتنا مع آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وما في حكمهم فهذه علاقات لا يمكن استبدالها.
وتعتقد -التي فاتها ما يسمى قطار الزواج- أن علاقة الزواج الإنسانية كالقطار له محطة واحدة وخط واحد مستقيم لا يعود مرة أخرى إلى المحطة التي بدأ منها وهكذا، وبالتالي يصبح الموضوع كارثياً في أذهانهم, وأنا أقول وقد تطرق لها الدكتور جاسم المطوع في مقالة له أن هناك كثيرا من المشاهير والعلماء الذين كان لهم بصمة في العلم كابن تيمية والتابعي عبدالله المكي والزاهد حسين الكوفي والإمام ابن جرير الطبري وأبو بكر الأنباري.
ويستطيع أي قارئ الاطلاع على العلماء العزاب الذين أثروا العلم على الزواج لعبد الفتاح أبو غدة.
هؤلاء علماء لم يجهلوا حكم الزواج وفضله، لكنهم أثروا العلم عليه، ليتفرغوا لخدمة الدين والمسلمين.
المهم عندما يقع أي إنسان سواء رجلا أو امرأة في مثل هذه المعتقدات المثيرة لضعف الثقة في النفس وتقدير الذات واضطراب العواطف فانه يفضل أن يعيد ترتيب أوراقه وأهداف حياته بشكل صحيح وألا يتمحور حول علاقة أو معتقد فكري ويسقطه على العلاقات الإنسانية، لأن الهدف من وجودنا في هذه الحياة بمفهومها الشامل هو إعمارها.
وليست تنحصر واجبات الشخص ومسئولياته في الزواج فقط، لكن لديه الكثير من المسؤوليات الاجتماعية، ولا يمكن لأي شخص أن يحقق ذاته وهو متمحور حول موضوع معين أو علاقة محددة وليست السعادة أو الحب في الزواج فقط.
فيمكن أن نحب كل شيء نحقق فيه أهدافنا وذاتنا والحب هو المظلة لكل شيء في حياتنا، والألم أو الفشل هو الحافز للبحث عن السعادة والتفاؤل.
والسعادة هي البحث عن السعادة في كل شيء مهما صغر أو كبر المهم أن نقرر أن نبدأ في التغيير من داخلنا أولاً.
لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي
http://www.alyaum.com/News/art/129956.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|