لنعزز النماذج الإيجابية!
07-05-2014 05:02
من أهم ركائز التنمية المحلية الدور الذي تلعبه البلديات في الأحياء، تنمية الأحياء وتعزيز المسئولية الاجتماعية في العمل البلدي الذي حصر في الرقابة وإصدار التراخيص يجب أن يعاد هيكلته؛ ليتم تفعيل العمل البلدي كما نشاهده ونلمسه في أغلب دول العالم المتحضر، وإذا أردنا أن نعزز الايجابية والمسئولية لدى المواطن والمقيم فلا بد أن يخرج مسئولي البلدية من مبانيهم وانشغالهم بالمعاملات اليومية إلى لقاء الناس في أحيائهم وأمام منازلهم وفي أماكن تجمعاتهم.
هناك نماذج ايجابية لرئيس البلدية الذي يؤمن بالعمل البلدي ومشاركة المجتمع وعلى سبيل المثال وليس الحصر المهندس خالد الرويشد، رئيس بلدية العليا بالرياض فعندما كان رئيس بلدية الخزامى وعرقة ولبن بالرياض جعل من هذه الأماكن شعلة من النشاط والتفاعل، ونتج عن ذلك مساهمة المجتمع في الكثير من النشاطات التي تحسن وجه تلك الأحياء، وعندما أراد معالجة «الشخابيط» على جدران المدارس وغيرها ذهب لمدارس الحي وطلب منهم المشاركة في طلاء تلك الواجهات كنوع من النشاط الاجتماعي، وعندما انتقل للعمل كرئيس لبلدية العليا المعروفة بأهم المواقع التجارية والنفوذ علق الجرس وأعلن اغلاق الكثير من المطاعم المشهورة التي كانت تتلاعب بصحة الناس... إلخ. وبالمقابل هناك نماذج أخرى لا أريد ذكر اسمها فضلت الانغماس بالأدوار التقليدية للعمل المكتبي خارج نطاق العمل البلدي، وشغلت وأشغلت الناس بسلبياتها حتى انك تستغرب عندما تجد الأحياء مهملة تفتقر لأبسط سلوكيات وأعمال الصيانة مع انها مدفوعة ومرساة على شركات لهذا الغرض، وتستغرب مدى السلبية عندما تعرف أن ذلك المسئول الذي يملك الصلاحية والدور يرى ذلك بأعينه صباحا ومساء بل البعض يتجرد من مسئوليته ما دام هو خارج المكتب.
اليوم العمل البلدي لا يحتمل مثل هذه الشخصيات غير المبادرة والسلبية الخائفة، بل يريد نماذج ايجابية تؤمن بأن الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى، وأن العمل الميداني هو أساس العمل الخدمي، وأن المبادرة والتنفيذ والمتابعة من أساسيات النجاح وسمات القائد الناجح.
اليوم نريد رئيس البلدية يبحث عن التميز ويبادر قبل أن يبادر ساكنو الحي ويشكون من الإهمال، نريد منه أن يجلس معهم ويسأل عنهم وأن يخطط معهم وأن يبدأ العمل معهم يدا بيد، نريد منه أن يتبنى مع ساكني الحي القضايا التي تهمهم وتسعدهم وتحسن من نفسياتهم مثل الخدمات الصحية والصرف الصحي والخدمات الاجتماعية والنقل وغيرها، وان يأخذ بيد الموسرين والتجار من ساكني الحي؛ لتنمية حيهم وتزيينه بالمفهوم الشامل، المهم أن تتبنى الدولة النماذج الايجابية وأعتقد أن مفهوم النزاهة هو تعزيزها من خلال الأوسمة كوسام الإدارة أو القيادة المؤسساتية إلخ. من المسميات التعزيزية، وأحسب أن مثل هذه الخطوة وهذه اللفتة سيكون لها الأثر البالغ والجميل.
لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي
http://www.alyaum.com/News/art/131367.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|