الصحة الإلكترونية.. أين نحن في الخارطة الرقمية؟!
07-05-2014 05:08
مرت سنوات منذ أن تبنت الجمعية العامة للصحة العالمية قرارات بحث الأعضاء على دعم الصحة الإلكترونية، كطريقة لتعزيز النظم الصحية، كون الصحة الإلكترونية كما عرضتها المنظمة بأنها استعمال فعال للتكلفة، وآمن لتقنيات المعلومات والاتصال في دعم الصحة والمجالات المتعلقة بالصحة.
اليوم المملكة في أمس الحاجة للدفع بالصحة الإلكترونية لتحسين حياة الناس، ولردم الفجوة الجغرافية والعلمية، والجودة بين القطاعات الصحية، وتحسين العلاقة ما بين المعالج والمريض والعكس، وقد تكون المملكة بحاجة إلى تفعيل أدوات الصحة الإلكترونية للطبيعة التي يتميز بها النظام الصحي من وجود أكثر من مقدم للخدمة، إلى جانب اتساع رقعتها الجغرافية، وتباين مستويات الجودة من قطاع إلى آخر، ومن متلقٍ إلى آخر، بل من ممارس إلى آخر، وهذا ما ستساهم به الصحة الإلكترونية من اختصار للوقت في تحسين مستويات الخدمات الصحية، وعدالتها وتكافؤ فرصها.
اليوم ما يعاني منه المريض أو غير المريض قبل أن يمرض، الوصول إلى الخدمة سواءً كانت وقائية أو علاجية بأقصر الطرق وأسهلها، وفي وقت زمني قصير، وفي أي مكان يتواجد، وهذا ما ستساهم به خدمات الصحة الإلكترونية، خاصة أن المملكة والمواطنين يملكون بنية تحتية في الاتصالات والتقنيات، ما يوفر أرضية مناسبة لنموها بالشكل المطلوب وفي مدة وجيزة.
الكثير من الخبراء يؤكدون على أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات سوف يكون لها دور رئيسي في توفير الرعاية الصحية، وهذا ما يجعل الأنظمة الرقمية هامة، بل ضرورية لمجموعة واسعة من الأغراض، كالخدمات اليومية السريرية، والسجلات الطبية الإلكترونية، وتبادل الاستشارات، والتعليم عن بعد، ففي الكثير من الدول المتقدمة في مجال الصحة الإلكترونية أصبح المريض يتمتع بخدمات واسعة، على سبيل المثال: استلام الدواء من أقرب صيدلية عن طريق الربط بالصيدليات، فيمكن أن تذهب الوصفة إلى أقرب صيدلية من المريض ليستلم دواءه، ناهيك عن الكثير من الخدمات التي تصب في تقديم رعاية صحية سهلة وميسرة، وبأقل التكاليف، بل أصبح المريض الآن يدخل بنفسه على بوابتة الصحية، ويطلع على سجلاته الصحية، وهي بوابة تفاعلية على شبكة الإنترنت، ويمكنه الوصول عبر رقمه الوطني كبطاقة الأحوال، وساهمت الصحة الإلكترونية في التشخيص والعلاج كالتشخيص الافتراضي، وأيضًا المعالجة الافتراضية.
اليوم نستطيع أن نستخدم تكنولوجيا الصحة الإلكترونية في الكثير من الخدمات التي كانت تتطلب وجود العنصر البشري، مما يكلف الكثير من التغطية اللازمة للخدمات في ظل شح الممارسين الصحيين على مستوى العالم، فمرضى الزهايمر على سبيل المثال: يمكن تذكيرهم عن طريق الذاكرة الإلكترونية، وأيضًا أنظمة التتبع حتى يمكن تحديد أماكن تواجدهم إذا فقدوا التعرف على المكان، وهذه نتيجة التوأمة ما بين تكنولوجيا الصحة الإلكترونية والهندسة الطبية، المهم أين نحن من هذه الخارطة الرقمية العالمية؟ ولماذا المبالغات في التكاليف والدراسات والإستراتيجيات؟ وفي آخر المطاف لا نرى شيئًا على أرض الواقع!!، من المسؤول عن الهدر والوقت الذي ضاع في السواليف؟، والعالم يعمل وينفذ، ونحن من دراسة إلى دراسة، ومن شركة إلى شركة.
لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/News/art/137284.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|