إدارة التخمين أين قياس الأداء؟!
07-05-2014 05:09
اليوم نحن نضطر لإدارة الحياة بما يسمى بإدارة العناية المركزة أو الإدارة الطارئة، ونتعامل مع الأحداث وكأنها جاءت فجأة وبدون مقدمات، ودائما ما نقع في مثل هذه الإدارة ولا نتعلم من أخطائنا، فمفهوم إدارة المخاطر مجرد حبر على ورق لغرض الحصول على الاعتمادات العالمية، أو لكي نكمل الناقص في أي هيكل تنظيمي او إداري، والواقع يقول إنها في آخر أولوياتنا، وأيضا قد تكون الأولوية الأخيرة لدى بعض الشركات التي أسست من اجل الربح والخسارة.
هناك تساؤل يفضل أن نطرحه على أنفسنا عن مفهوم الربح والخسارة، ولماذا ينحصر في التعاملات المالية أو التجارية وليس في كل نواحي الحياة، وكما يبدو أصبح لدينا اندفاع نحو الربح على حساب الخسارة مهما كان ثمنها، فمن السهل أيضا ان يخسر المجتمع مقابل أن يتربح مسئول مهما كانت درجات مسئولياته، كيف تقييم الخسارة الاجتماعية لجهاز او لمسئول يعتقد أن عليه أن يربح مقابل خسارة الآخرين، وكيف نقيم ونثمن الأيام والسنوات المفقودة من عمر المجتمع وعلى حساب حاجاته وتطلعاته وآلامه وآماله، من يستطيع ان يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
اليوم يذهب مدير ويأتي مدير، ويذهب وزير ويأتي وزير، وكلهم يعتقدون أنهم على حق وصواب فيما يفعلون، ونتيجة لهذه المعتقدات والتمركز حول الذات وبرونيا المنصب والقوة المكتسبة منه، يتضح لنا بعد أن خربت مالطا انهم أضاعوا وقتنا وقوتنا وسعادتنا وخسرنا من ورائهم الكثير ماديا ومعنويا، هذا اذا لم تحدث جراء سلوكياتهم كارثة او حدث.
اعتقد ليس هناك حاجة لاختراع العجلة ... المطلوب ان نقيس اداءهم منذ بداية عملهم وبشكل منتظم ومستمر، وهناك ما يطلق عليه مفاتيح قياس الاداء (KPI) او مؤشرات النجاح الاساسية، وهذه المؤشرات تساعد المسئول والمجتمع لتحديد وقياس مدى ما تحقق من أهداف ومستويات التقدم في اداء الاهداف، لأننا اليوم أنفقنا المليارات على الخطط الاستراتيجية وغير الاستراتيجية، وكل جهة لديها رؤية ورسالة وأهداف معلنة على مواقعها الالكترونية، وليس هناك التزام بالتتابع في الخطط والاستراتيجيات، فالوزير يمحو عمل الوزير الذي قبله، وهكذا من هم تحته في السلم الهرمي مما أرهق الدولة والمجتمع، ولو أن هناك مؤشرات لأداء لأمكننا قياس عمل أي وزارة او مسئول ولاستطعنا التدخل في الوقت المناسب، إلى جانب عدم إتاحة الفرصة لأي تدخلات او أمزجة او مدارس تلعب بوقتنا ومواردنا.
نحن اليوم نقيم الخدمات واداء الوزراء والوزارات بالتخمين والشائعات، وندير الامور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكلها امور لا يمكن التيقن من مصداقيتها، وبالتالي لا يمكن اعتبارها مؤشرات لقياس الاداء وتحصين الاهداف والخطط الاستراتيجية، وليس من العدل أو الحكمة الهروب إلى تلك الوسائل وترك ما هو أهم وهي المعايير الكمية لقياس الاداء، ويجب ان نحتكم إلى تلك المعايير وألا ندع الاجتهادات الشخصية وتصفية الحسابات عنوان ادارتنا لاهدافنا.
لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/News/art/138926.html
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|