المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
مفهوم الترفيه الصيفي ودور القطاع الخاص !!
مفهوم الترفيه الصيفي ودور القطاع الخاص !!
07-05-2014 05:16

مع نهاية العام الدراسي، وبداية العطلة الصيفية الطويلة، التي يتوقف خلالها أبناؤنا وبناتنا في كافة المراحل التعليمية ومعهم الإدارات والهيئات التعليمية عن العمل وعن الدراسة والتعلم، تنبع معضلة سنوية، وهي: أين يقضي كل هذا العدد أوقات فراغهم الطويلة؟ بل هل يملكون خططا لتوزيع أوقاتهم بين الترفيه وممارسة الرياضة والقراءة ومحاولة التعلم؟
وليس بالضرورة عندما نقول: التعلم أن يكون هذا منحصرا في الدروس كما كانوا يفعلون في عامهم الدراسي، بل ممكن أن يتعلموا أمورا حياتية تفيدهم في مستقبلهم مثل تنمية الذات أو تطوير القدرات التفكيرية أو كيفية التحكم في الغضب.
أو كيف أدرب عقلي على الذكاء أو فنون الحديث والصمت، وبرتوكولات التعامل مع الناس ومع الأكبر سنا؟ لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نعطي مقترحات ونحث أبناءنا وبناتنا على الاندفاع وتقديم مبادرات ووضع خطط في كيفية قضاء إجازتهم السنوية.
ونحن نعلم بأن المؤسسات أو الجهات التي تقدم برامج صيفية محدودة، بل قد تكون معدومة خاصة أنني أشير لنوع مختلف من الأنشطة الصيفية التي يتم فيها الاهتمام بالجانبين الرياضي والترفيهي أكثر من التركيز على الجوانب العلمية والدينية.
فأنا لا أشير للمخيمات الصيفية التي تكون مؤسسة للوعظ والإرشاد، ولا تلك التي تطلب من مرتاديها الحفظ والتسميع.
فهذا الطالب أو الطالبة لتوه قد أنهى عاما دراسيا كان فيه معظم مواده الدراسية تلقينا وحفظا، وهو يريد أن يرتاح ذهنيا بعض الوقت، بل إن البرامج الصيفية التي أشير إليها من فائدتها أنها قد تشجع الفتاة أو الشاب على تلمس حاجته في المستقبل، وقد تنير له طريقه وتساعده على اختيار توجهاته المستقبلية.
الذي يحدث هذا العام وكل عام هو إعلانات عن أندية ومراكز صيفية، ويدون في الإعلان: نقدم دورات كمبيوتر ودورات لغة انجليزية ونحوها.
وفي الحقيقة أن هذه الجهات هي معاهد تستغل الصيف وتقدم عروضا على دوراتها التدريبية، لا أكثر ولا أقل.
فأين الأندية الترفيهية أو المراكز الصيفية المتخصصة التي تعلم أبناءنا وبناتنا أمورا حياتية مفيدة في جو عائلي ترفيهي؟
إن كانت موجودة فهي شحيحة، فالترفيه - الذي أشير اليه - ليس في لعب كرة القدم أو دورات مبالغ في أسعارها في الكاراتيه والتايكندو، بل مواقع مخصصة لمثل هذه الأنشطة الطلابية كما يوجد في معظم دول العالم.
غني عن القول: إن القطاع الخاص غائب تماما عن هذا الحقل الاستثماري الواعد، وعندما أقول: حقلا استثماريا وواعدا فأنا أقصد هذه الكلمة تماما. فالعائدات المالية لا تنحصر في فصل الصيف، وإنما طوال العام، وأستحضر في هذا السياق مركزا وناديا يوجد في شمال الرياض، يوفر مسابح ومساحات خضراء وتنس الطاولة وغيرها من الخدمات، يعمل طوال العام خاصة في العطلات الأسبوعية ويستقبل الشباب خاصة من هم في مقتبل العمر.
وتجد زحاما كبيرا جدا، ويكفي أن تعلم أنه خلال هذا الصيف رفع أسعاره لتصل إلى 150 ريالا للشخص الواحد لمدة ليلة واحدة تبدأ من بعد الرابعة عصرا حتى الحادية عشرة تقريبا، فقط.
ولكم أن تتخيلوا الأعداد الكبيرة من الشباب الذين يرتادونه ليلا!! نحن بحاجة الى أن تطرح مشاريع وأراضي لاستثمارها في هذا الحقل وتشجيع الاستثمار، لأن العائد هو حماية أبنائنا من الشوارع وتعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، ولنتذكر مقولة أبي العتاهية: إن الشباب والفـراغ والـجـدة ... مفسدة للمـرء أي مـفـسـدة.



لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/News/art/142958.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 365


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
5.67/10 (27 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.