سياسة لعبة الكراسي.. متى تنتهي اللعبة؟!!
07-30-2014 02:30
في أحاديثنا عادة ما نطلق عبارات تعميمية على فئة من الناس، ونقول إنهم كذا وكذا، دون الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية والفروق في السمات، والقدرات والاتجاهات، والقيم والمعتقدات.
اليوم كثير من متخذي القرار الذي يعانون من ضعف في المهارات الاجتماعية، أو ما يطلق عليهم الشخصية غير التوكيدية، عندما يريد أن يرسل رسالة للمجتمع يقول: أنا المنقذ ويكسب تعاطف المجتمع، وأنه شخصية يغير ويبدل في الناس، يقوم بإطلاق عبارات كثيرة تدغدغ المشاعر: كالقضاء على الفساد، وإحلال المناصب بالقيادات الشابة، وإعادة الهيكلة والتحول، وضخ دماء جديدة.. إلخ من العبارات والمصطلحات الموجودة في كتب الإدارة وهندسة التغيير والسلوك الإداري.
اليوم المناصب في المملكة أغلبها يأتي بالتكليف، والمكلف إما أن يتفاجأ أو يصدم بأنه فجأة أصبح مسئولا وعلى رأس هرم جهاز معين أو لتوصية وقرابة.. طبعا ليس لديه وقت إلا أن يطلق هذه العبارات.. وعلى مستوى التاريخ جرى العرف أن يطلق هذا المسئول لنفسه العنان بدون حساب؛ ليفتك بالبشر الذين يترأسهم ويبث في نفوسهم الإحباط، وعبارات التشكيك في مواطنتهم وإقصائهم، وكأنه المواطن الوحيد في هذا البلد، علما بأن هؤلاء في يوم من الأيام كانوا عند من سبقه على الكرسي الأكثر مواطنة وخوفا على مصالح الوطن، وهذا ما يدعو للدهشة والتعجب، فما ندري أين مصلحة البلد ومع من.
اليوم لو أخذنا على سبيل المثال وليس الحصر، من يتكلم عن القيادات الشابة وإحلالها بالقيادات غير الشابة؟ وما هو معياره للشباب من عدمه؟ وهل من صرفت عليهم الدولة دم قلبها أصبحوا خارج الزمن، وألا دور لهم في التنمية والإدارة والإشرافية! وهل المعيار لتولي المنصب الإشرافي العمر أم النضج وتوفر الشخصية القيادية، خاصة أن أغلب جيل المخضرمين في السعودية يتميزون بأنهم ولدوا في يوم واحد وهو 1/7، فالعمر هنا راجع لتخمين الآباء، وما يتبعه من مصالح في حينها.. إذا فالعمر قد لا يكون صحيحا فنسبة الخطأ قد تكون ما بين ثلاث سنوات إلى خمس سنوات، وكوننا نقلد في إطلاق هذه الشعارات فهذا يعني أنه ليس لدينا حلول أخرى أو مشاريع واضحة؛ لتطوير جهازنا الإداري، فنربط كل شيء بتغيير الأشخاص وكأننا في لعبة شطرنج.
إذا لم تكن هناك محاسبة، فإن التاريخ لنا بالمرصاد، وإذا لم يوجد أناس يرصدون ويدونون هذا التاريخ من التجاوزات والسلوكيات غير المسئولة، فإنه مع الوقت سيتطوع من يدون ذلك بعيدا عن السيرة الذاتية المنمقة، ومن يكتب سيرته الذاتية بعد ترك المنصب، يعتقد أن ما يكتبه وما يختاره من إيجابيات لن يجد من يصححها ولكن أنا لا أعتقد ذلك.
كما يبدو، ما زلنا نلعب بالوقت ونمتهن الإدارة (بطقها وألحقها)، ما دام لا يوجد مشروع ولا محاسبة وقياس لأداء المسئول والجهاز الحكومي.. ومنذ عام 1429هـ صدر قرار مجلس الوزراء بإنشاء مركز قياس أداء الجهاز الحكومي، وإلى اليوم وهو في مرحلة التأسيس والاستشارات والتدريب، وأعتقد أن دوره كجهاز رقابي على أداء الجهاز الحكومي ومسئولية أكثر أهمية، إلى جانب ما يمكن أن يقدمه المركز من خدمات للأجهزة الرقابية الأخرى، وعلى رأسها نزاهة، وحتى يكون ذلك الدور فنحن أمام ساحة ومساحة من الاستذكاء والصراعات والمنافسة غير الأخلاقية والقفز فوق الآخرين والأنظمة، وكل يوم نقلب صفحة ونؤسس لصفحة جديدة من إعادة تأسيس الجهاز الحكومي وليس تطويره وتجديده.
لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي :
http://www.alyaum.com/article/4002233
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|