|
«أبشر».. الله يبشرك بالخير!!
07-30-2014 02:31
منذ أن بدأت العطلة الصيفية، وكالعادة في كل عام شهدت إدارات الجوازات في مختلف مدن المملكة زحاما كبيرا لمواطنين تذكروا أخيرا أن جوازات سفرهم تحتاج لتجديد، وكانت إدارة الجوازات قد دشنت خدمة إصدار الجواز الجديدة من خلال خدمات أبشر الالكترونية الرائعة والمتطورة والتي تذكر فتشكر، ولا يفهم سبب التعثر في تدشين خدمة تجديد الجواز رغم أن كثيرا من خدمات الجوازات باتت إلكترونية، وباتت واحدة من أهم الجهات الحكومية في هذا المجال.. عموما حدثت مع بداية العطلة الصيفية معمعة أعادت إدارة الجوازات وخدماتها لنقطة الصفر، وأقصد تحديدا إدارة جوازات الرياض.. حتى إن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» دخلت على الخط وأصدرت بيانا تناقلته وسائل الإعلام جاء فيه أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» وقفت على ازدحام شديد للمراجعين بشعبة سفر السعوديين بجوازات الرياض، رغم تجمعهم قبل بداية الدوام الرسمي وحصولهم على المواعيد آلياً من خلال خدمة «أبشر» بالموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية. وأفادت بأن ذلك جاء عقب تلقيها بلاغاً من أحد المواطنين، تضمن وجود تأخير في الإجراءات في شعبة سفر السعوديين في إدارة جوازات منطقة الرياض، ترتب عليه زحام وفوضى في أوساط المراجعين وعدم التزام الإدارة بالمواعيد المحددة آلياً لكل مراجع. وأنها كلفت أحد المختصين لديها للتحقق مما ورد في البلاغ، فتبين صحة ذلك، وأن من أسباب هذا الزحام اقتصار خدمة إصدار وتجديد الجوازات للسعوديين على المركز الرئيسي لإدارة جوازات منطقة الرياض. وأن الحل يكمن في منح فروع إدارات الجوازات صلاحية استكمال الإجراءات اللازمة لإصدار الجواز أو تجديده، وتابعت أنه تبيّن لها أن نقص القوى العاملة في شعبة سفر السعوديين وضعف التنظيم ساهما في الازدحام والتأخر في الإجراءات..
يذكر لي أحد الزملاء الذي كان من ضمن المراجعين لتجديد جوازات أفراد أسرته، جانبا من المشاهدات حيث يقول: بعد التزام بالموعد والساعة حصلت على رقم وعندما دخلت للصالة فوجئت بأعداد كبيرة من الناس تنتظر وجميعهم معهم أرقام ورغم وجود صالتين A وB إلا أن الكونترات لا يعمل عليها سوى ثلاثة موظفين لكل صالة، يضيف: تشاهد صفا طويلا من المراجعين متوقفين أمام مكتب ضابط برتبة أعلى من مقدم، ليضع توقيعه على بعض المعاملات مثل شخص يحمل وكالة لا بد أن يوقعها قبل الجلوس أمام الموظف لتجديد جوازاته، ولك أن تسمع نماذج من ظروف الناس وقصصهم، فهذا طالب يقسم أيمانا مغلظة أنه مبتعث ويريد تجديد جوازه لأنه متبق له مراجعة إحدى السفارات الأجنبية، وآخر يحمل حجوزات مدفوعة للسفر ويناشد تسهيل أموره، وآخر برفقته ابنه ويطلب فقط إثبات حضوره ويبقى ابنه ينتظر حتى يأتي دوره.. إلخ من القصص التي أرجعتنا فعلا للوراء كثيرا..
لكن أهم قصة والتي لها دلالة كبيرة هي ما ذكره هذا الزميل، حيث يقول: خلال انتظارنا شاهدنا رجلا كبيرا في السن يسأل هذا الضابط الكبير أن يساعده لإصدار جواز، فرد عليه الضابط: أبشر.. فتهلل وجه المسن، ورد بيض الله وجهك، الله يبشرك بالخير يا ولدي.. والله أنا من الصباح هنا ولم أجد أحدا يساعدني، لكن أنت وجهك وجه خير، لكن المفاجأة، أن الضابط قال للمسن وبمهارات متحفظة: اذهب لخدمات أبشر.. غني عن القول ان المسن لم يفهم أو يستوعب ما الموضوع، حتى تبرع احد المراجعين وأمسك بيد هذا الرجل المسن وجعل يشرح له خدمات أبشر.. في المقابل كان الجميع يشاهد بعض المراجعين –مع الأسف– يحصل على جوازات السفر بعد تجديدها من نفس الصالة التي يتم التقديم منها، بمعنى سرعة في الخدمة، وهذا شيء طبيعي أن يحدث فمع الفوضى والزحام تظهر الفزعات والخدمات الخاصة..
مرة أخرى لا احد ينكر النقلات الكبيرة التي وصلت لها خدمات الجوازات وأنه بات معظمها يتم الكترونيا والتميز في هذا الإطار، لكن من خلال تراكم خبرات رجالات جوازات الرياض ألا يدركون ويعلمون أن موسما مثل الصيف على الأبواب وهو ما يعني تزايد المراجعين لتجديد جوازات سفرهم؟ وبالتالي يتم زيادة الموظفين الذين يقومون بخدمة الناس، كل صالة كانت تحتوي على عشرة كونترات تقريبا لا يعمل فيها الا ثلاثة موظفين.. هذا خطأ جسيم بكل ما تعني الكلمة، خاصة وأننا نعلم أن هناك كوادر بشرية تم توفيرها مع انطلاق خدمات ابشر الالكترونية.. من المعيب أن تحدث مثل هذه الملاحظات والتي أساسها خلل إداري بشكل صرف، لا خلل في الإمكانيات ولا في الكوادر، ولكن خلل في الإدارة والتخطيط والتنسيق والسيطرة.. مثل هذا الذي حدث في إدارة جوازات الرياض، مؤلم وهو بحق يشوه الصورة الجميلة للخدمات الالكترونية التي استثمرت فيها وزارة الداخلية عشرات العشرات من الملايين، واهتم بها وأولاها العناية والحرص الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، ثم تظهر كوادر يفترض عليها فقط التنفيذ والبناء على خبراتها ومعارفها السابقة الطويلة، ورغم كل هذا يسقطون، لدرجة تتدخل هيئة مكافحة الفساد وتصدر بيانا، إنه لأمر مخجل.
لقراءة المقال من المصدر انقر على الرابط التالي :
http://www.alyaum.com/article/4003193
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
424