الأمراض مقابل الأنشطة اللامنهجية
12-28-2011 06:18
د. عبد الله الحريري
السمنة والسكر وحالات الاكتئاب والقلق وبعض الأمراض الشائعة بدأت تشكل خطرا على جيل المستقبل من الشباب وبالذات الطلاب والطالبات، ويعود ذلك إلى عوامل عديدة من أهمها، انعدام الأنشطة التي تساعد الجسم على استهلاك وتوظيف الطاقة الناجمة عن مدخلات الجسم، إضافة إلى ضعف روح المنافسة والتحدي والإبداع والتعويض عنه بالسهر وإدمان الإنترنت.
وقد نشهد معضلة كبيرة في السنوات المقبلة وعبئا على الخدمات الصحية إذا لم نبحث عن حلول واقعية وعملية تدفع الشباب نحو السلوك الذي يتناسب مع مراحل عمرهم ويحتوي على الكثير من السلوكيات التي قد تنعكس بشكل سلبي على نفسياتهم وقدراتهم العقلية.
الطلاب والطالبات يقضون ثلث وقتهم المنتج والمهم في مرحلة التحصيل الدراسي والباقي للنوم والأنشطة الحياتية الأخرى، وإذا حاولنا أن نحلل السلوك الذي يقوم به أولئك مقابل الوقت فقد نجد أن هناك نوعا من الضغط المعرفي في الدرجة الأولى، فالطلاب والطالبات يمضون أكثر الوقت وهم يستغلون طاقاتهم وعملياتهم العقلية على حساب العمليات الجسيمة مما قد يؤدي إلى المزيد من الإجهاد النفسي والعصبي.
وفي المقابل، فإن الجدول الدراسي نجده يسعى حثيثا إلى تنفيذ ما يحتويه من مواد بغض النظر عن رأي أو نفسيات وقدرات الطلاب، فالوقت من ذهب عند الإدارة والمدرسين وواجبهم الوظيفي يحتم عليهم الانتهاء من ذلك الواجب بأي طريقة لأن أمامهم واجبات منزلية وحياتية تنتظرهم وهذا من حقهم مقابل رواتبهم ويبقى الحال كما هو حتى نهاية العام الدراسي.
الموضوع كله أصبح على حساب النشاط اللامنهجي أو اللاصفي والذي يوازي في الأهمية النشاط الصفي أو المنهجي وهو ما يستهدف من منظور عام صحة الطلاب النفسية والجسيمة وتنمية قدراتهم المعرفية والإبداعية، وقد يكون من الأجدى أن تعطى بعض المقررات مساحة أكبر من الوقت كالتربية البدنية والفنية وفصول التفكير الإبداعي والابتكاري والحاسب الآلي، وهذا لن يتم من خلال الجدول الدراسي اليومي، ويفضل أن يكون لها أيام مخصصة لذلك لا يتخللها حصص دراسية أو تكون في فترة العصر أو المساء وألا تكون بشكل يومي ويتم في المقابل تخفيض الجدول الدراسي اليومي أو تخصيص فترة راحة أطول، ويمكن لاحقا أن نناقش اقتصاديات التعليم في الاستفادة من المنشآت المدرسية لصالح الأنشطة اللامنهجية.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|