لن تقف الحياة أمام إحباطاتنا!!
08-31-2015 11:09
جميع البشر يتعرضون للإحباط في مرحلة من مراحل حياتهم وقد تطول بهم هذه المرحلة، ويتأثر المبدع والموهوب بالإحباط، لكنه يتعايش مع الإحباط كونه أكثر استبصارا من بقية الناس وأكثر حساسية في تحقيق المطالب والاحتياجات الإنسانية، فعندما تتعرض تلك الاحتياجات للعوائق والتحديات يصاب بالإحباط ولكنه يختلف عن الشخص العادي في إصابته بالإحباط كون الشخص العادي عندما يحبط يكتئب وينعزل ويقل نشاطه الذهني والحركي بينما المبدع والموهوب عندما يحبط يحول إحباطه إلى قلق معرفي فيؤلف قصة أو شعرا أو رواية أو يرسم لوحة أو يؤلف مقطوعة موسيقية وهذا ما نسميه بالإحباط التطوري أو الإعلاء، وهو احدى الاشراقات اللاشعورية عند البشر عندما يتعرضون للصراعات النفسية فالمنتج الإبداعي هو علاج وحلول لهذا الصراع الذي قد يعترضه.
وعندما يقال جميع البشر يتعرضون للإحباط، فهو شيء بديهي، ذلك أن الحياة وتقلباتها وضغوطها ومفاجآتها متعددة وكثيرة، وهذا التقلب بين المرح والفرح والسعادة ثم الحزن والخوف والتردد، يبعث في النفس مشاعر متضاربة من القلق وهو ما يدفع نحو سلوكيات عديدة منها الإحباط ثم الفشل والانزواء.
ومرة أخرى كوننا نعمل وننجز ونسعى لتوفير مصادر الرزق وتحقيق الذات لننعم بحياة وفيرة وراحة نفسية، هو بحد ذاته عمل مقلق وممارسة ممتدة وطويلة، لذا فإن البعض قد تتلبس به حالة مرضية من الخوف من المستقبل وما قد يحدث فيه، وهناك من يصاب بالوسوسة فتجده لا يثق بأحد ويعيش في حالة نفسية متردية بسبب هذا الانزواء والابتعاد عن الناس.
هؤلاء دون شك يجلبون الدمار لأنفسهم والويلات لأرواحهم فيعيشون في المرض النفسي الذي يتسبب بتحطيم إنجازاتهم وما سبق ونجحوا فيه، ورغم أن لا شيء ايجابي في أي من الأمراض النفسية، إلا أنه وكما ذكرت سابقا، قد يكون الإحباط في بعض من الأحيان عاملا يدفع للنجاح والتقدم والتفوق، والقصص في هذا السياق عديدة ومتنوعة، فكم سمعنا عن مخترع تم طرده من مدرسته، فكان هذا بمثابة إعلان لفشله إلا أنه تمكن من تحويل هذه السلبية لتكون دافعا للمزيد من العمل ومن ثم التقدم ومواصلة التقدم حتى تحقق له النجاح التام والذي بات مضرب مثل في الإصرار والعزيمة القوية.
والذي أود أن أصل إليه هو دعوة للتغلب على الأوجاع والإخفاقات التي قد تعترض طريق حياتنا. لنحاول أن نركز على شئون الحياة المختلفة والمتنوعة وعلى كل تلك الصعاب والعقبات التي تعترضنا، وننظر لها نظرة ايجابية وبأنه يمكننا من خلالها العمل وأن نستخدمها لتكون رافدا وداعما وجسرا للنجاح والتميز وتحقيق الذات. المهم أن ننتصر على آلامنا لصالح آمالنا وأن نعلي قيم القناعة والتفاؤل والايجابية فلن تقف الحياة أمام احباطاتنا بل ستستمر.
لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:
----------------------------------------------------------------
http://www.alyaum.com/article/4072533
|
خدمات المحتوى
|
د.عبد الله الحريري
تقييم
|