المشروعات الصغيرة والمتوسطة يا من شراله من حلاله علة!!
08-31-2015 11:11
تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة عندنا أشبه بملكة النحل وقت التلقيح التي تصدقها الذكور وتطاردها حتى تموت جميعا ولا ينالها إلا ذكر وحيد وما يلبث أن يموت من تلك المعاناة.
المواطن يصدق ما يقال على ألسنة مسئولي الدولة وفي المنتديات الاقتصادية بأنهم سوف يسعون ويركضون وفي بعض الأحيان يجرون من أجل أن تكون هناك مشروعات صغيرة ومتوسطة، ويتحمس المواطن ويشد طرف ثوبه في فمه ويجري معهم بكل ما يملك من موارد وطاقات وأفكار ووقت ويكتشف أنه يلعب معهم لعبة افتراضية ليست على أرض الواقع وما يجد أمامه إلا الجدار لضرب رأسه فيه.
اليوم إذا نويت أن تبدأ مشروعا صغيرا أو متوسطا فانك تحتاج في أحسن الظروف وأجملها إلى ما يزيد على ستة أشهر ما بين اختيار الموقع وموافقة الجهات المرخصة ثم عمل الديكورات والتأثيث والعودة مرة أخرى إلى الجهة المرخصة ثم البلدية والتجارة والدفاع المدني ومكتب العمل والتأمينات ومكتب البريد للحصول على واصل.. أما في اسوأ الظروف وإذا ما عندك معارف أو أحد منهم يرأف بحالك فإن الموضوع يأخذ أكثر من ذلك، وطبعا إذا حاولت أن تحجز اسما تجاريا تدوخ السبع دوخات في الحصول عليه من كثر ما تعتقد أن الناس كلهم يسرقون أفكارك فكل ما تختار اسما ترد عليك رسالة بأنه محجوز وإذا حالفك الحظ وشعرت بان طاقة القدر انفتحت لك تتحمس وتواصل مراجعة الجهات الحكومية وما أن تعود تجد أن الاسم قد انتهت صلاحيته لأن مدة حجزه شهر فتعود مرة أخرى لطلبه لتأتيك الرسالة بأن الاسم قد حجز لشخص آخر، وإذا ذهبت لوزارة التجارة لتسأل كيف ذهب لشخص آخر وهو من أم أفكاري، لا أحد يعطيك حلا وآخرتها تعود إلى عالم التعقيب عن بقية معاملاتك لدى الجهات الأخرى التي تمطرك بقوائم من الاشتراطات والضوابط المنطقية وغير المنطقية.. وإذا حاولت أن تبدي رأيك لتغيير هذه البيروقراطية من الإجراءات والاشتراطات التي عفا عليها الدهر ولا تواكب العصر فلن تجد اذانا صاغية بل قد تواجه بتعنت ومقاومة أكثر من السابق وتصبح أمام مزاجية موظف أو مراقب لا يهمه ما خسرت أو ما قد يعود على البلد من خير.
إذا كنا نعتقد بما نقوله وبأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا محوريا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأنها الأساس لريادة الأعمال والابتكار إضافة لدورها في خلق فرص عمل وأنها تحافظ على توازن الاقتصاد ودعم نموه كونها تتميز بالمرونة والتأقلم مع الظروف والمتغيرات.. إذا كنا كذلك لماذا لا نفعل ما نقوله؟ ولماذا نستهلك عواطف الناس ومواردهم ووقتهم من خلال المنتديات والتصريحات والفعاليات التي لا تغني ولا تسمن من جوع... بل العكس وكأننا نعمل عكس عقارب الساعة ونعاني من انفصام في السلوك ومقاومة غير طبيعية لدعم أي مجهودات تنموية يشارك بها المواطن.
أين هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي أقرها مجلس الشورى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ وأين خدمات الشباك الواحد كما هو حاصل في هيئة الاستثمار؟ وأين موقع التشجيع والتحفيز والاحترام من قائمة السلوك الإداري لدى مؤسساتنا العامة التي كما يبدو لديها أجسام مضادة تجاه أي إصلاح تنموي واقتصادي واجتماعي؟.
لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:
----------------------------------------------------------------
http://www.alyaum.com/article/4075312
|
خدمات المحتوى
|
د.عبد الله الحريري
تقييم
|