|
الإنسان عندما يكون جاهلياً
12-28-2011 06:27
|
د. عبد الله الحريري
كنت أتناقش أنا وأحد الأصدقاء عن تحليل وتفسير الكثير من السلوكيات الاجتماعية التي تمس الحريات الشخصية بشتى أنواعها وتطرقنا إلى موضوع مهم من خلال مشاهدتنا ومعايشتنا للمجتمع أن هناك فئة من المجتمع قد يتحول أحدهم إلى شخص عدواني أو يمارس الإقصاء والتعدي على حقوق الآخرين وبشكل غير متحضر وهمجي وهو متعلم أو من ذوي المناصب والمال، وقد يتعدى أحدهم عليك ويتلفظ بألفاظ بذيئة ومن الممكن أن يتعدى بالضرب ويحمل دائما السلاح الأبيض في سيارته لمجرد أنك أخطأت عليه خطأ غير مقصود ولو بيده لمسحك من خريطة هذا الكون لمجرد الخلاف الشخصي ومبرراتهم المزيفة كثيرة.
أعتقد أن غالبيتهم يحاول أن يؤكد انتماءه بصورة متخلفة، وكأنه يؤكد أيضاً عدم ثقته بذلك الانتماء فالتأكيد لتأكيد يعني في الغالب النفي وعندما يسلك سلوكا أحمق لا يتناسب وتعليمه ومكانته فهو يتجرد من تلك المبادئ وكأنها في آخر المطاف ثانويات لمجرد الشكل والنفاق الاجتماعي ليعود إلى حقيقته وواقعه غير المتحضر وإلى جذور الإنسان البدائي الذي يحاول أن يتكيف مع البيئة لمجرد التكليف من أجل العيش .
وقد أكد البروفيسور عبد الله الصرامي أستاذ الفقه المقارن في كتابه الإنسان حقوق وحريات أمور مهمة تتعلق بنظرة الشريعة الإسلامية للحريات والحقوق وعدم التجسس والظن والتلصص وضمان حريات الناس وعدم التعدي عليهم بأي شكل من أشكال التعدي وضمان حياة كريمة لهم والتعامل بروح الإخاء وحق الحياة والحرية والسلامة الشخصية، وأشار إلى ما تضمنه النظام الأساسي للحكم في السعودية الصادر في عام 1412هـ في مادته السادسة والعشرين الباب الخامس من تأكيد على حماية حقوق الإنسان .
وعندما نحلل تلك السلوكيات في ضوء ما نصت عليه الشريعة الإسلامية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والنظام الأساسي للحكم في السعودية نجد أن الكثير من أولئك الناس أما أنهم لا يؤمنون بتلك الحقوق وهو ما يقودهم إلى نوع من الجاهلية المعاصرة مما يتطلب إعادة توطين معرفي لأفكارهم وسلوكياتهم ورفع مستوى الثقافة الحقوقية لديهم وهو ما سيتم التطرق إليه في المقالات المقبلة.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
366