المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
سهر ثم مواصلة فاضطراب
سهر ثم مواصلة فاضطراب
08-31-2015 11:18

اليوم نسبة كبيرة من أفراد المجتمع وبالذات الناشئة مهددون بالعديد من المشكلات والأمراض الناتجة عن التغيرات السلبية في أنماط الحياة والتفكير. وأكبر مشكلة تواجه الناس وبالذات جيل الأطفال والشباب هي الاضطرابات الجسمية والنفسية والسلوكية وأيضاً الاجتماعية الناتجة من عدم النوم الطبيعي وفي الوقت الطبيعي للنوم وهو فترة الليل.

الحاصل أن نسبة كبيرة من الناس ونتيجة للسهر ومواصلته اليقظة والنوم في الأوقات غير المخصصة للنوم وهي وقت الليل أدى بهم إلى محاولة إجبار أجسامهم على النوم في أوقات أخرى باستخدام الحبوب المنومة والأخرى التي تساعد في الدخول للنوم كمضادات الهستامين، وأصبح هناك إقبال على هذه الحبوب التي من آثارها الجانبية إجهاد الجسم والكلى والكبد وتعكير المزاج والإجهاد التنفسي والعصبي.. إلى جانب أن محاولات السهر وعدم النوم في الليل ومواصلة الاستيقاظ يدعو البعض من العاملين والطلاب إلى تناول المنبهات بشكل مفرط كالقهوة للحصول على التنبيه اللازم أثناء العمل والدراسة وهذا ما يزيد الطين بلة فإلى جانب ما يعانيه الجسم والعقل من عدم النوم في الوقت الطبيعي تكون هناك استمرار في محاولات الضغط عليه بالمنبهات مما يجعل الإنسان تحت سيطرة القلق والتوتر ويصبح ضيق الخلق والتعامل وينرفز بسرعة ويعاني من تشتت في الانتباه وبالتالي يقل تحصيله وتركيزه واستدعاؤه للمعلومات المحفوظة في الذاكرة فتقل إنتاجيته وقدراته العقلية والذهنية.

وفي مثل هذه الحالات فإن انعكاس تلك الأعراض والسلبيات سيكون انعكاساً سلبياً على عملية تواصله مع الآخرين وتفاعله الاجتماعي، خاصة إذا اقترن ذلك بالإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي بدورها تخلق حالة من عدم الاستقرار وزيادة نسبة التوتر والإحباط والقلق والاكتئاب كون محتوى تلك المواقع وأقصد العربية في الغالب صراعات وشتائم وشائعات لا تسر.

المهم وفي حالة الاستمرار في هذه العادات المثيرة للاضطراب فإن هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية سيقل إفرازه والذي يفرز في الظلام ويعرف كونه جالبا للنوم ومنظما للوقت ويقلل من الاضطرابات النفسية والذهنية ويحارب الشيخوخة والسرطان، وسيكون الإنسان عرضة لعوارض الإجهاد النفسي والبدني كارتفاع الضغط والسكر وأمراض القلب.

وعند معالجة مثل هذه العادات لابد أن نأخذ شيوع عوامل لم تكن في السابق كالبث التلفزيوني والإنترنت خلال الأربع والعشرين ساعة الذي يجده البعض وسيلة للتسلية لمتابعة الأفلام والدردشات في وقت متأخر من الليل، مما يفقد الفرد فرصة التمتع بنوم الليل.. ومن الحلول تأجيل المشاهدة والدردشات لأوقات النهار وتسجيل ما فات ليمكن مشاهدته لاحقاً وأن يكون المنع بشكل قسري على الأطفال والمراهقين إلى جانب الكثير من الإجراءات الأسرية التي يجب أن يتبناها الكبار لتنظيم أوقات النوم والصحيان وإجراءات حكومية كإغلاق المحلات في وقت مبكر وتحديد ساعات العمل في أوقات الليل وتوفير البدائل كمضامير المشي في الأحياء والنوادي ومراكز الأحياء لجميع شرائح المجتمع العمرية لتوجيه طاقاتهم بشكل يفيد الصحة والنفس.

لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:
-------------------------------------------------------------------
http://www.alyaum.com/article/4084436

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 2277


خدمات المحتوى


د.عبد الله الحريري
د.عبد الله الحريري

تقييم
1.01/10 (57 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.