البريد السعودي؟!
12-28-2011 06:28
د. عبد الله الحريري
البريد من أهم الوسائل التقليدية والمهمة للتواصل بعبر التاريخ, زادت أهميته مع الاهتمام العالمي والمحلي بالتعاملات الإلكترونية، وفي الغالب لن تنجح برامج الحكومات الإلكترونية ما لم يكن هناك بريد قوي ومتطور، فالتجارب الإلكترونية أغلب أعمالها تقوم على الخدمات البريدية الحديثة والمتقدمة ولا بد من تضافر الجهود مع جميع مقدمي الخدمات حتى تنجح تلك البرامج.
المهم هنا، أن البريد السعودي استطاع أن يوجد شركة توصل البريد إلى كل منزل، ووضعت الصناديق وقامت بحملة لا بأس بها، ونحن نعلم أن أي مشروع جديد أو فكرة جديدة تريد أن تطبقها في مثل مجتمعاتنا لا بد أن تواجه بالمقاومة سواء من العاملين أو من المستفيدين من تلك الخدمات. وأستغرب أن أغلب الشركات أو المشاريع تقدم دراسات قد تخلو من الجانب الاجتماعي والنفسي للزبائن وتركز على قضايا تسويقية وبيعية كأنها تقدم خدمة في أحد البلدان التي تعود الناس منذ ولادتهم وهم يشاهدون موظف البريد يأتي إلى بيوتهم.
أي جهاز لدينا يضع نفسه في لخبطة عندما يتحول إلى التخصيص، وأقصد هنا قضية القوى البشرية وعملية إعادة هيكلتها معرفيا واجتماعيا وإداريا وتسويقيا.
تتعجب عندما لا يقدم البريد أي حل للناس المشتركين في صناديق البريد منذ سنين وأصبح رقم صندوق البريد جزءا من شخصيته ومن تعاملاته الخاصة فليس من المنطق كل ما جاء مشروع يمحو الذي قبله، وليس من المنطق أن يدفع البريد الناس لكي يغيروا أرقام صناديقهم في جميع تعاملاتهم ويعودوا من الصفر، وليس من المنطق ألا يجد المواطن المشترك لديهم في الصناديق القديمة أي حل بينما نعلم أن لديهم الكثير من الحلول ولكن يريدون أن يعملوا بأسلوب الضغط على الناس من أجل المشروع الجديد والمزيد من الاشتراكات ويخلطون بين المصالح ويصبح هناك تقاطع مصالح وعلى المتضرر اللجوء إلى الإحباط.
المشتركون القدماء يريدون الحفاظ على أرقامهم القديمة وفي الوقت نفسه يريدون الجديدة فما هو الحل، لأن أغلب مصالحهم مرتبطة بتلك الأرقام، ويريدون إعادة هيكلة واضحة وشفافة وردودا مقنعة بقدر ما تكون عملية ومعها حلول لا تضر مصالح الناس.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|