التبرع صدقة وعلاج وفرصة
12-28-2011 06:28
د. عبد الله الحريري
مرضى الفشل الكلوي ومرضى السرطان أناس يعيشون يوميا مع التهديد والخوف من الموت، وهذه فطرة إنسانية، فمعايشة الخوف والألم يوميا، بل كل ساعة، تجعل الواحد منهم في حالة لا يحسد عليها تنعكس عليه جسديا ونفسيا واجتماعيا، وحتى تتحسن برامج زراعة الأعضاء ونكسب الكثير من الواهبين وأيضا تتطور عمليات التشخيص والعلاج لهذه الأمراض القاتلة، نحتاج إلى تضافر الجهود كمجتمع مع الدولة.. كما يحدث في جميع دول العالم، للوصول إلى حلول للتخفيف من هذه الأمراض، سواء من خلال دعم الأبحاث الصحية أو توفير العلاج السريع والمتقدم، إضافة إلى التخفيض من المعاناة النفسية والاجتماعية للمريض، لأنه يصبح شبه معطل، ويتابع إما وراء الغسيل أو وراء البحث عن علاج أو خلال خضوعه للمعالجة.
اليوم من أهم الأشياء التي تجمعنا كمسلمين وعرب ومتحضرين التعاطف والمؤازرة والمشاركة في الألم والمعاناة، وأيضا الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، وعندما تقوم فئات متطوعة بإنشاء جمعيات مجتمع مدني كجمعية الأمير فهد بن سلمان ـــ رحمه الله ـــ وجمعية السرطان وجمعية الرعاية المنزلية وغيرها، فإن دورنا يجب أن يكون مكملاً لهم من باب الشعور بالمسؤولية وطلب الأجر والثواب، ويجب أن نستثمر في الدعم والمؤازرة والمشاركة معهم، لأن رعاية وعلاج وتأهيل من يعانون مثل هذه الأمراض من الأمور المكلفة ماديا.
أعتقد مجرد شعور إخواننا وأخواتنا الذين يعانون بأن الجميع معهم ماديا ومعنوياً سيسهم في تقليل معاناتهم، وأيضا يحفزهم على العلاج والغسيل، ويحسن من حالتهم المزاجية والنفسية بصفة عامة، ويمكننا جميعا إيجاد حلول عاجلة لجميع قضايا الصحة.
المهم هنا أن تبادر الجمعيات إلى عرض خططها وأعمالها وإنجازاتها للناس لكسب الثقة، وبالتالي الدعم، ونشكرهم لأنهم أوجدوا السبل والقنوات والفرص كي نتصدق ونشارك ونشعر بالمسؤولية بحسب إمكاناتنا.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|