الحياة بين تحقيق الذات والشعارات
12-28-2011 06:49
د. عبد الله الحريري
اليوم نحن على وشك توديع عام والدخول في عام آخر، وتمر بنا السنين تلو السنين ونحن في صراع مع تحقيق الذات ومن أجل البحث عن السعادة والرضى والقناعة.
ما يلفت الانتباه أن السنين تمر على كثير من الناس وهم يعتقدون أنهم في حالة جيدة من تحقيق الذات, بينما تمر بهم السنين وهم في الحقيقة بعيدون عن المعايير الإنسانية لتحقيق الذات, والسبب وراء ذلك عدة عوامل من أهمها التراخي في تدوين الأهداف السنوية والاستراتيجية الذاتية التي تتميز بالواقعية والقابلية للتطبيق, ويتجهون إلى سرد الأماني والأحلام والعبارات التي هي عبارة عن شعارات أو عناوين تتمتع بالضبابية والعمومية وعدم الوضوح, باعتقادهم أنها أهداف حياتية.
كثير من الناس عندما تسألهم ماذا يريدون, يصابون بالتشتت والدهشة وحالة من الصمت, وعادة ما تكون الإجابة هي نحن نريد الحب أو السعادة أو الثراء إلى آخره من الإجابات التي لا تخرج عن إطار الأحلام والآمال والأماني, ويعيشون السنين دون أن يحققوا ما يريدون, لأنهم لم يدونوا في كل مرحلة من حياتهم, سواء كانت مرحلة تاريخية كالسنين أو مرحلة تحول كالأحداث, ماذا يريدون بشكل مكتوب يمكن أن يعودوا إليه في أي وقت من الأوقات من أجل أن يعرفوا أين هم وأين وصلوا, من أجل معرفة المؤشرات للنمو والتطور في تحقيق الأهداف, وفي الوقت نفسه تكون تلك الأهداف موجزة ومحتوية على الجوانب الزمانية والمكانية والإمكانيات المادية وغير المادية للتنفيذ.
المهم نحن نحتاج في كل مرحلة من مراحل حياتنا إلى أن نقف مع أنفسنا ونعيد ترتيب أوراقنا وندون دون قيود معرفية, ماذا نريد ونترك القلم يكتب بإسهاب كل شيء نريده في شكل نقاط وبطريقة العصف الذهني, وعندما ننتهي نعود ونقرأ ما كتبنا ونبدأ بعملية الفرز للوصول إلى الأهداف القابلة للتنفيذ سواء في السنة أو السنوات القادمة, ونفرز الشعارات والأحلام على جنب ونناقش مع أنفسنا وليس مع الغير ترتيب تلك الأهداف على شكل أولويات توزع حسب الشهور والسنوات.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|