العدوان
12-28-2011 07:01
د. عبد الله الحريري
الرغبة عند البعض في مجتمعنا لإيقاع أشد الضرر بالآخرين لمجرد أن هنالك خلافا في الرأي أو حصول موقف ما بينهم.. تعتبر نوعا من أنواع اضطرابات الشخصية والتي منها ما يسمي الشخصية المضادة للمجتمع وتبدو صور ذلك العدوان عند الغير في محاولة التشهير بالشخص عبر الإنترنت أو وسائط الاتصالات الأخرى ونشر الشائعات وتضخيمها والتلذذ بقراءة ما يسيء للآخرين والشكاوى الكيدية لكل من هب ودب، المهم أن يضر ذلك الآخر بكل ما يملك من قوة وعلاقات وقد ينجر وراء الكثير من مضطربي الشخصية لأنها مادة تبرد مشاعرهم وانفعالاتهم.
وعندما تطالع الكثير من الصحف تنشر حوادث وسلوكيات البشر التي لا تغدو أن تكون أحداثا عادية جداً في أي مجتمع فماذا يهم الناس أن "فلان أو علان" قبض عليه بجرم سلوكي ما وماذا يهم الناس من القبض على "فلان" وهو يتعاطي المخدرات... إلخ، أعتقد أن هنالك أولويات وأخبارا أهم من تتبع الناس وتتصيد أخطائهم وكشف عوراتهم وهذه الظاهرة تذكي روح العدوان لدى الناس وتجعلهم مشغولين بمثل هذه الترهات مع العلم أنها تتنافي مع القيم الدينية فالستر واجب وسوء الظن والتجسس ممنوع.. لأنها قد تدرب أفكار الناس على النظرة السلبية للأمور وأيضا التفكير الكارثي للأمور التي من طبيعة سلوك البشر فليس هناك مبرر عقلاني ومنطقي وسلوكي لمثل تلك التصرفات.
عندما نسمع لمجتمع بمثل تلك التصرفات فنحن نعلم الناس وندربهم كيف يكونون مرضى ونقودهم نحو متابعة الناس والانشغال بسلوك البشر ونسيان دورهم في الحياة وما هو مطلوب منهم نحو تطوير ذاتهم وفكرهم وسلوكهم وننمي السلوك العدواني.
نريد أن يتعلم الناس ويتدربوا على مهارات التفكير التوكيدي عند أي خلاف، أي كيف يعبرون عن أنفسهم بصدق وصراحة وكيف يتقبلون الآخر مهما كان نوع وشدة الخلاف والصراع وكيف يحترمون بعضهم وألا يمسوا كرامة بعضهم بعضا وأن يواجه الشخص أخاه مواجهة توكيدية لا عدوانية أو سلبية فيطعنه من الخلف وهذا ما يسمي العدوان السلبي أي الشخص الذي لا يواجهك عند الخلاف أو التحدي أو يبتسم في وجهك وهو أشد الخصوم.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|