الكيديون
12-28-2011 07:33
د. عبد الله الحريري
كما يبدو أن وزارة الداخلية والدوائر القضائية والأمنية بدأت في تلمس ما يسببه الفاضون والعدوانيون من إزعاج عن طريق الشكاوى الكيدية والدعاوى الباطلة وتريد تلك الدوائر أن تتفرغ للأمور المهمة وسرعة إنجاز المعاملات خاصة إذا أخذنا في عين الاعتبار ما يستهلكه أولئك الناس الدعوجية من وقت تلك المؤسسات، الأمر الآخر ما يسببه ذلك السلوك من إهدار لوقت الناس وإشغالهم بأمور لا حول لهم ولا قوة لمجرد سلوك حاقد أو مريض بالشك والريبة وجنون العظمة والاضطهاد.
وتعميم "الداخلية" بإنفاذ الأمر السامي حول الحد من آثار الشكاوى الكيدية والدعاوى الباطلة والاكتفاء بالأحكام المنصوص عليها في نظام المرافعات الشرعية ولوائحه التنفيذية وعدم الالتفاف لأي شكاوى مجهولة المصدر كالتي يكتب عليها فاعل خير ومواطن غيور.. الخ من العبارات التي يختبئ خلفها أولئك، الذين أقرب ما يمكن أن يطلق عليهم أشباه الخفافيش الذين يفضلون الظلام على النور وتشتت الناس لأنهم يعانون من مشاكل سلوكية ونفسية واجتماعية معقدة يعتقدون أنهم بمثل تلك السلوكيات سيهربون من واقعهم ولكن لا محالة فالزمن والطموح والإيجابية تسرقهم وهم يدورون في حلقة مفرغة من الأوهام والشكوك وسوء الظن بالآخرين وسيكونون خلف الركب.
وقد سبق وحذرنا ككتاب من ذلك السلوك وأن أولئك الأفراد يضرون بالبلد بأساليب ظاهرها حق وهي باطلة.. بل أكدنا على ضرورة دراسة مثل ذلك السلوك لأنه ينم عن شخصية كما سبق وأن ذكرت تعاني من مشكلات نفسية واجتماعية تحتاج إلى علاج على أيدي اختصاصيين وإلا فإن ضررهم سيعم الجميع.
وقد أكدت المادة الرابعة على سبيل المثال من نظام المرافعات الشرعية رفض الدعوى الصورية والكيدية وتعزيز صاحبها وفي الحقيقة الله يعين القضاة والدوائر الحكومية على مثل أولئك الكيديين لما يبذلونه من حيل ومراوغات وتسخير ذكائهم لإيقاع أكبر ضرر بالآخرين حتى ولو من باب "العيار اللي ما يصيب يدوش".
www.aleqt.com/2006/01/07/article_3994.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|