المصادرون لحقوقنا
12-29-2011 02:15
الكثير من التجاوزات السلوكية التي يقوم بها الناس هي انعكاس لعدم الإيمان والاعتقاد واحترام حقوق الآخرين، وهي في المقابل مؤشر واضح لمعاناة الناس من أنفسهم وانخفاض مستوى المهارات الاجتماعية لديهم.
وهذه الممارسات السلوكية نشاهدها يومياً لدرجة الاستهتار ومن أمثلتها التجاوزات المرورية لدرجة تهديد حياة الناس في الشارع، فلن يجد أغلبهم أي رادع داخلي لديه أو مانع أخلاقي أو حضاري في أن يقطع إشارة أو يعكس خطًا أو يسقط عليك أو يرتكب الكثير من الحماقات من أجل أن يتقدمك عند الإشارة ولن تقف المبادئ والأخلاقيات والآداب مانعاً أمام الكثير من الأشخاص الذين يتجاهلون وقوف الناس في صف من أجل أن يتخطاهم ويخترقهم لكي يكون قريباً من الإشارة ويذهب قبلهم، ولن يعيرون الضوابط والقوانين والعادات الحسنة أي اهتمام بل لن يترددوا في كسرها في أقرب فرصة ما دام لا يوجد رجل أمن أو مرور واقف وأخيراً لن يصبر حتى يصل إلى أقرب صندوق للنفايات ودفعه نزعات قهرية في أن يرمي أعقاب السجائر ومخلفاته في الشارع وهو يقود السيارة دون أي اعتبارات للآخرين وللنظام العام.
أتعرفون لماذا تصدر هذه السلوكيات من غالبية الناس عندما تتاح لهم أي فرصة أو بشكل دائم لدرجة أن التجاوزات تصبح هي القاعدة والالتزام استثناءاً؟
الموضوع ببساطة خلل في تقدير الذات يؤدي بأولئك الأشخاص إلى تدني مستوى التوكيدية لديهم والتي تعني انخفاض ثقتهم بأنفسهم وعدم القدرة على التحكم في انفعالاتهم وقلقهم مما يؤدي إلى تدني مستوى تحملهم الإحباط وازدياد مستوى القلق والتوتر عندهم واندفاعهم بشكل أحمق للقيام بسلوكيات غير منطقية أو عقلانية، وقد أوضحت الكثير من الدراسات السلوكية أن أولئك الأشخاص يفتقدون الإيمان والاعتقاد بحقوقهم ويجهلون حقوقهم مما يجعلهم لا يؤمنون بحقوق الآخرين ويتعدون عليهم لفظياً أو جسدياً أو سلوكياً وأنهم يحتاجون إلى أن يخضعوا بشكل قسري إلى برامج لرفع مستوى المهارات الاجتماعية لديهم وتدريبهم على مهارات التحكم في القلق والتوتر والتعامل مع إحباطات الحياة، وعلى ضوء ذلك فإن المخالفات المرورية وبعض العقوبات قد لا تجدي في كبح مثل تلك السلوكيات إذا لم يواكبها إخضاعهم لبرنامج مكثف في تعديل السلوك وتزويدهم بجرعات من المهارات الاجتماعية التي تركز على مفهوم وممارسة حقوق الإنسان وما حدود حقوقهم مقابل حقوق الآخرين، وأعتقد أن البطء في التدخل لمعالجة تلك السلوكيات سينتج عنه ظهور فئتين من الناس إما سلبيين أو عدوانيين.
www.aleqt.com/2008/12/01/article_169761.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|