المصادرون للحقوق
12-29-2011 02:17
من الأمور المهمة التي تعوق اتصال الناس بعضهم ببعض وتجعلهم متنافرين ويفهم بعضهم بعضا بالغلط ويتطاول كل واحد منهم على الآخر ويحاول كل شخص أن يمارس الوصاية والظلم في تعاملاته على المرأة وداخل الأسرة وخارجها وخاصة عندما يملك السلطة هو عدم اعتقاده الشخصي أن من حق كل شخص أن يعبر عن نفسه وأفكاره بصراحة وبدون لف أو دوران شريطة عدم المساس بكرامة الآخرين أو فرض أي معتقدات وأفكار خاصة عليهم.
وأصحاب تلك الشخصية يعانون أخطاء معرفية تكمن في اعتقادهم أن أفكارهم وسلوكياتهم هي الصحيحة وأن أي مخالفة أو اعتراض عليهم يعتبر نوعا من الإهانة الشخصية والتمرد، لذا فإنهم يسعون إلى كبت حريات الآخرين والتعدي على كرامتهم الإنسانية، وقد يلجأ البعض منهم إلى العدوان سواء اللفظي أو الجسدي وتوظيف جميع وسائل الاتصال الحديثة في التعدي على خصوصيات الآخرين وممتلكاتهم وبث الشائعات للنيل من سمعتهم.
وقد تناول علماء النفس تلك الأخطاء المعرفية بالبحث والدراسة ووجدوا أن فئة منهم تعاني فعلا اضطرابا في التفكير، وقد نجدهم لامعين في أعمالهم ومرموقين اجتماعيا ولا يظهر عليهم ذلك الاضطراب إلا في العلاقات التي يرون أنهم هم أسيادها، إلا أن ذلك الاضطراب يظهر في شكل أفكار تظهر شكل غيرة مفرطة ومشاعر الاضطهاد والتشكك في النوايا إلى جانب الأفكار التي تضخم الأنا لديهم بحيث يرى أحدهم أنه محور العالم، وهؤلاء أحد لبنات ثقافة اليأس والمؤامرة والضحية، وهم فئة كبيرة يعيشون معيشة تغذي........ بعضهم الآخر بمثل تلك الأفكار فالإنسان عادة ما يتعلم من أفكار الذين حوله سواء كان أبا أو أما أو معلماً أو قائداً خاصة إذا لم تتح له الفرصة للاختلاط بثقافات وحضارات وشعوب متحضرة مما يولد لديه اعتقادا فكريا أن مثل تلك الأمور هي الصح، وفي الغالب فإن علاقاته الشخصية والعملية غير متوافقة ودائم الصراع مع الآخرين.
وحتى لا تمرض الأفكار والعلاقات تم إعداد وصفة تسمى "التوكيدية" وهي أن تتدرب وتعتقد فكرياً بأهمية وحق الإنسان في التعبير عن رغباته ومشاعره وأفكاره الموجودة في نفسه وما يدور في ذهنه من أفكار ومشاعر مهما كان نوعها وخاصة عندما يشعر بالقلق إذا لم يعبر عنها أو كتمها، والتأكيد هنا معناه الإلحاج على حق من حقوقك الواجب أن يعترف بها الآخرون وأن يقروا بوجودها مع عدم المساس بكرامتهم عند هذا التعبير، ومن المتوقع أن نجد من يتمتع بالشخصية التوكيدية الواثقة سيجد من لا يقبل بها من الشخصيات السلبية والعدائية.
http://www.aleqt.com/2006/04/08/article_4857.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|