المضطرون للإعلان عن معاناتهم
12-29-2011 02:28
كل واحد في بلدنا يغني على ليلاه فيما يتعلق بالعمل الاجتماعي سواء الخيري أو من خلال المؤسسات الاجتماعيه الرسمية، والكل مشغولون في "شبر مويه" والناس زحمة أمام تلك المؤسسات وما ندري ما الحكاية بالضبط!!
هل الموضوع ضعف في موارد الدولة أو قلة أهل الخير أو ضعف في التنظيم والتنسيق أم عدم قدرة إدارية لإدارة الموارد وتوزيعها بشكل منظم وعادل، أو فقر في المعلومات عن الناس المحتاجين ... إلخ .. ومن التساؤلات التي تجول في عقولنا من كثير ما نسمع من أصحاب الحاجات التي لم تنقض. وتبدو ملامح القضية من خلال ما نطالعه في الصحف ومن خلال وسائل الإعلام الأخرى من طلبات ملحة للعلاج أو لكرسي متحرك أو لتسديد إيجار منزل وشراء بعض المتطلبات الضرورية وسبحان الله بمجرد نشر تلك المواضيع تنحل في ساعات وتفتح أبواب الخير للسائل مما يزيد من التعجب والتساؤلات أين تلك الجمعيات والمؤسسات الحكومية وأهل الخير في بلد مثل السعودية يتمتع بإمكانات لا تتوافر في أغلب دول العالم؟ وهل نحتاج إلى وسائل إعلام لتقوم بالدور الاجتماعي والإعلان عن معاناة الناس بدلا من هذا الكم الهائل من المؤسسات الاجتماعية والمتطوعين؟ وهل المطلوب من صاحب المعاناة أن "يمرمط" نفسه وأهله ويذهب ويعود ويراجع تلك المؤسسات ويقدم المئات من الطلبات والمعاريض ويستجدي كل واحد في أمور تعد من حقوقه على الدولة والمجتمع؟ وهل المطلوب أن نحتفل كل يوم بفاعل خير ونصوره وهو يقدم فعل الخير وهل اختلط حق المواطن والمقيم في الخدمات الاجتماعية وغير الاجتماعية بين فعل الخير؟ لتصبح الحقوق نتيجة للتساهل وطول الإجراءات وسوء التنظيم والتنسيق إلى فعل خير في آخر المطاف؟
كما يبدو أن ما يشتت جهود مؤسساتنا وأعمالنا هو عدم التنسيق والعمل بر وح الفريق الواحد فكل مدير أو مؤسسة أو فاعل خير يريد أن يعمل بطريقته وبمعزل عن الآخر.
وفي آخر المطاف عندما يعلن عن حالة في أي وسيلة إعلامية ينكب أولئك الأفراد والمؤسسات ويتدافعون على تقديم المساعدة وكل واحد يريد أن "يرتز" ويطلع اسمه وصورته بمعنى أنه المبادر ومما يدعو إلى الدهشة أننا ننسق ونتكاتف عندما نريد أن ننسق وعندما نتفق على مصلحة واحدة كما يحصل بين شركات التقسيط والبنوك وشركات التأجير وغيرها من وجود تنسيق بالحاسب الآلي للقوائم السوداء للناس المتخلفين في السداد أو الذين عليهم ملاحظات ما، بينما لانجد هذه الآلية مطبقة بين المؤسسات الخيرية والحكومية المعنية بالخدمات وفاعلي الخير و المتطوعين والمؤسسات الخيرية العائلية بحيث في آخر المطاف يكون لدينا قاعدة بيانات تسهل تبادل المنافع والأدوار فإذا تقدم مواطن أو مقيم يريد خدمة ما لدى أي مؤسسة أو جمعية ولم يجدها، من خلال التنسيق السريع قد يجدها لدى مؤسسة أو جهة أخرى أو لدى فاعل خير موجود اسمه وطريقة الاتصال به ومستوى ونوع وحجم إمكاناته الداعمة. وأعتقد أن قاعدة البيانات تلك ستدفع مستوى الخدمات الاجتماعية والخيرية وستمكن أيضا من وصولها للمستفيدين وستوفر الجهد وتشجع أهل الخير المتطوعين للوصول للمستفيد دون عناء ويجعل المستفيد لا يعاني ولا يحتاج للإعلان عن نفسه في وسائل الإعلام
www.aleqt.com/2007/06/09/article_9060.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|