المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
المناصحة بالطريقة الأمريكية
المناصحة بالطريقة الأمريكية
12-29-2011 04:14




من السهل الآن أن يجد من يعاني من مشكلات مع نفسه أو مجتمعه أو دولته وظيفة أو يصنع لنفسه وظيفة بمجرد أن يراسل (هيومن رايت وتش) أو أي جمعية لحقوق الإنسان أو الحيوان، أهم شيء أن يدفع لهم بالمعلومات المدسوسة ببعض المال كاشتراكات، وإذا تعب حماره فما يمكن إلا أن ينشىء موقعا على الفيس بوك (أو أي فيس) ويسمى نفسه المناضل أو الناشط أو صاحب حملة.
اليوم وظيفة حقوق الإنسان أصبحت وظيفة من لا وظيفة له، ومن في قلبه مرض شيء ضد أي شيء وأعضاؤها خليط من أعداء الماضي وأصدقاء اليوم حتى الصهاينة يمثلون كأعضاء عصب هذه الجمعيات، لأنها مفتوحة للجميع، ولا تخضع للحكومات، ومن السهل استغلالها من باب كلمة حق، ولكن يراد بها باطل، ولا تسأل عن معتقدات الشخص أو اتجاهاته وميوله، والدول التي لا تستطيع غزو المجتمعات بالسلاح والأفكار والمعتقدات وجدت هذه الجمعيات تقدم لها ما كانت لا تستطيع تحقيقه على طبق من ذهب.
اليوم أمريكا وإسرائيل وإيران تربطهم مصالح منها المعلن ومنها الخفي، وأمريكا ندرك أن لا صديق لها ومستعدة للتحالف مع الشيطان من أجل مصالحها وهي لا تخفي ذلك مثل إيران، لأنها قوية، ومن باب حقوق الإنسان والحرية تجيش كل الجمعيات المدعية لحقوق الإنسان والحفاظ على الحرية في الاتجاه التي تريد وبمستوى الضغط الذي تريده على أي حكومة، وفي التوقيت الذي ترى أنه مناسب لها لإشغال الشعوب وتدمير مقدراتها وتشتيتها في الحروب الطائفية والعرقية وعندما تضيع مالطا وتصبح ضعيفة تريد المساعدة للحفاظ على ماء الوجه وبقاء شعوبها يأتي السيناريو الثاني وهو تجيش الدول لتأسيس صناديق الأعمار كنوع من التسكين وإيهام المجتمعات إنها حريصة على مصالحهم.
القائمة بأعمال سفير أمريكا في البحرين في لقاء معها على قناة البحرين كان موقفها أكثر من صعب وحاولت تهرب وتتهرب من أسئلة المذيعة على قائمة من التساؤلات، المثيرة للدهشة لموقف أمريكا من أحداث البحرين وتجاه الخليج ولعبها على الطرفين من باب حقوق الإنسان وحرية الرأي والتناقضات في السياسة الأمريكية تجاه فلسطين والمشاكل الداخلية في أمريكا ومحاولة إشغال العالم والبحث عن موارد ومواقع لها ولإسرائيل في محاولة لإبعاد نظر المجتمعات عما يجري في الداخل الأمريكي من مشكلات اقتصادية وانهيارات مالية وفساد قد تؤدي بأمريكا للإفلاس إلى جانب ما تقوم به من ممارسات بشكل مباشر أو غير مباشر في انتهاك لحقوق البشر في جونتنامو وأفغانستان والعراق وفلسطين وهو ما تقوم به في نفس الوقت إيران وإسرائيل في محاولة منهم أيضا للفت أنظار الناس عما يحدث في بلادهم من ممارسات.
السفيرة كانت مثل المسجل الذي سجل عليه عبارتا حقوق الإنسان وحرية التعبير، فكل ما "انزنقت" ردت بهاتين العبارتين لدرجة أنها أصبحت قلقة ومتوترة للحقائق والتناقضات والتساؤلات التي ألقتها المذيعة عليها، التي أكدت أن أمريكا في آخر المطاف هي صاحبة مصلحة ومصلحة إسرائيل أهم عندها من كل شيء، وأنها تلعب وتتمصلح من الجميع.
أعتقد أنه حان الوقت لكشف أمور تلك الجمعيات ذات الأجندات الخاصة ومن ورائها وماذا تريد أمريكا بالتحديد من العرب والمسلمين، فنحن لسنا بحاجة مناصحة أمريكا وغيرها، لأننا مجتمعات متجذرة في أوطانها، ولسنا مهاجرين كوّنوا ولايات متحدة جمعتهم المصلحة والاضطهادات، ونملك القرآن والسنة النبوية التي هي دستور حقوق الإنسان، ولسنا بحاجة أن نغير أوطاننا بأوطان أخرى بمجرد أن نتعرض لأي إحباط أو مشكلة لنترك لأصحاب الأجندات استغلالنا لمصالح استخباراتية تدعم تدخلهم في شؤوننا.

www.aleqt.com/2011/06/06/article_546184.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 306


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (9 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.